سناء معطاط شابة حباها الله بجمال فاتن، لكن الحياة لم تسعفها في ضمان حياة اجتماعية مريحة، وهي المنحدرة من أسرة فقيرة بمدينة سلا، اتخذت من حي قصديري مسكنا لها.. توفي والدها وعمرها لم يتجاوز 16 سنة، لتزداد معاناتها أكثر، وتضطر للانقطاع عن الدراسة، وتشتغل بمحل للخياطة.
في فترة من حياتها رأت سناء أن الحياة الزوجية ستريحها من محن البحث عن لقمة العيش، لكن القدر فاجأها بمحن جديدة، وسنها لا يتجاوز العشرين سنة، حيث وجد الزوج نفسه عاطلا عن العمل.. ولم يكن أي خيار أمام سناء إلا البحث عن العمل. وهكذا لم تخجل وهي تلبس بدلة عاملة نظافة وفق عقد مؤقت قابل للتجديد براتب شهري محدد في 2000 درهم. هذا الراتب وجدت فيه "الخير والبركة" للتغلب على تكاليف الحياة ومتطلباتها، وهي أم لطفلين. وسارت الأمور بشكل طبيعي، وفق برنامج يومي لسناء ينطلق من الخامسة صباحا.
التحول الذي لم تكن تتوقعه سناء، حدث سنة 2018، حينما اختارتها شركة "أوزون"، خلال مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، "ملكة جمال" عاملات النظافة لنفس الشركة، وذلك خلال حفل كبير.
وبحكم ضعف تجربة سناء انفتحت على وسائل الإعلام، وأكدت في كل تصريحاتها أنها تعمل من أجل إعالة ابنيها وزوجها العاطل عن العمل. لكن زوجها بعد أن تتبع كل التصريحات التي أدلت بها، اعتبر ذلك إهانة مباشرة له وسحق لـ "رجولته"، فبادر إلى طلاقها بعد صراعات طاحنة. وهو ما أثر عليها، فبدأت انقطاعاتها المتكررة عن العمل، والتي تجاوزت الفترات المسموح بها، حيث اضطرت شركة "أوزون" إلى فصلها عن العمل، وفق مواثيق التشغيل.
وهو ما جعل سناء معطاط، في هذا السياق، تتحدث لوسائل الإعلام، قائلة "لقد أصبحت عرضة للتشرد رفقة طفلين أتحمل مسؤوليتهما، وإن معاناتي ما كان لها أن تكون لولا لقب ملكة الجمال. هذا اللقب الذي كان سبب تعاستي وشقائي. إن الحياة أصبحت مظلمة في وجهي.. والكل تنكر لي، ولم يعد يعرني أي أحد الاهتمام، وفي مقدمتهم شركة "أوزون" التي لم تراع معاناتي ومشاكلي الأسرية، وفصلتني عن العمل".