Thursday 10 July 2025
مجتمع

شهادة أب طالب بكلية الطب العمومية:كيف أتقبل ضياع مستقبل ابني؟

شهادة أب طالب بكلية الطب العمومية:كيف أتقبل ضياع مستقبل ابني؟ مسيرة سابقة لطلبة الطب
و أنا أتابع فرحة العائلات المغربية بنجاح بناتها وأبنائها في امتحانات البكالوريا، أشعر بالشفقة على هذه العائلات التي لن تدوم فرحتها إلا أياما قصيرة جدا لتجد نفسها أمام  واقع مرير وأمام سؤال عريض:ماذا بعد شهادة البكالوريا؟
أنا هنا لا أحبط العزائم ولا أرسم لوحة قاتمة.. ولكن أتكلم من عمق تجربة عمرها خمس سنوات.في سنة 2014، اجتاز ابني امتحان البكالوريا بمعدل عال جدا 18.70  
وككل التلاميذ المتفوقين، فقد تم قبوله في جميع المدارس العليا ونجح في امتحاناتها، لكنه اختار كلية طب الأسنان بالدارالبيضاء. 
وكان أملي كأب من طبقة وسطى عادية أن يكمل ابني دراسته بالخارج و لكن قدرتي المالية لا تواكب لا أمنيتي ولا طموح الابن.فاذا استطعت بصعوبة أن أضمن له الدراسة في القطاع الخاص منذ أن كان سنه ثلاث سنوات إلى البكالوريا، فإن التكلفة بعد هذه القنطرة عالية جدا.
دخل ابني كلية طب الأسنان وتوفق في الثلاث سنوات الأولى إلا إنه في الموسم الماضي 2018 ضيع سنة كاملة بسبب عدم حصوله على المعدل في مادة واحدة فقط، ليعيد السنة الرابعة..
وفي الموسم الجاري،حصل ما يعرفه الجميع من إضراب لطلبة الطب منذ شعر مارس..انقطع الكلبة عن الدروس وتمت مقاطعة الامتحانات والسيد الوزير المعني يتكلم و يطلق الوعيد و التهديد برسوب المقاطعين وبطرد الراسبين في السنة الماضية. وهذا ما يعني أن ابني سيجد نفسه بالشارع بعد سنوات من الجد والاجتهاد، وبعد استثمار مالي لأسرة متوسطة الحال دخلت التحدي في أن يكون لها ابن طبيب.
فهل هذا هو جزاء التلاميذ و الطلبة المتفوقين والآباء المضحين والحالمين؟
كيف أتحمل  كأب قدم تضحيات مادية وصحية، وزمنية ليفرح يوما بابنه؛ وهو يؤدي قسم أبقراط، وها هو يراه يضيع أمام عينيه؟