Thursday 10 July 2025
كتاب الرأي

شقران أمام: بكل موضوعية الاتحاد الاشتراكي فقد البوصلة

شقران أمام: بكل موضوعية الاتحاد الاشتراكي فقد البوصلة شقران أمام
عديدة هي الأسئلة التي تفرض نفسها  والفرد منا يتأمل في مسار الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية طيلة مدة زمنية تفصل بين ما سمي بحكومة التناوب و اللحظة الراهنة. أسئلة لا شك تظل في شق كبير منها حبيسة مقارنة مشروعة ما بين واقع حزب القوات الشعبية بالأمس وذاك الذي هو عليه اليوم،  وهو أمر يشترك فيه الجميع، سواء المناضلين أو المتعاطفين أو حتى أولائك الذين تهمهم خلاصات ذات المقارنة بشكل أو بآخر، خاصة في شقها الملتبس، المتعلق بالحياة الداخلية للاتحاد و انعكاسات ذلك على حركيته و تجذره داخل المجتمع..و الحال أنه لا مقارنة مع وجود الفارق، و لا مفر من البوح بأن الضرورة تحتم أولا و قبل كل شيء طرح السؤال الأساسي المتمثل في الحزب الذي نريد، ولأي مستقبل؟ السؤال هنا مجرد عامل استفزاز، لأن الامر لا شك سيدخلنا في نقاش قد لا ينتهي بالضرورة عند حدود جواب مفترض لوضعية لا يمكن بتاتا أن يتحقق حولها الإجماع، خاصة في ظل تضارب جلي للمصالح العامة أو الخاصة، داخل مؤسسة حزبية لا تريد الاعتراف بالمرض أو الأمراض التي تعانيها و تحس بتفاقمها يوما بعد آخر.

المغرب يتحول و المجتمع كذلك. المنجزات و المشاريع الكبرى، سواء منها المتعلقة بالبنى التحتية أو الفوقية، تسير على قدم و ساق. العبث و الارتجالية و الابتعاد عن الأولويات واقع مصاحب للحركية السابقة. التعليم و السياسة التربوية معلقان إلى أجل غير مسمى. القضاء حبيس شعارات إصلاح لا يلامس الحقائق في شيء. الصحة مرض مغربي و بامتياز. الفقر، الأمية، العطالة، الفساد الإداري، الزبونية و المحسوبية..أي نعم المغرب يتحرك، لكن إلى أين في المنظور البعيد ؟ و أي تأثير لحزب القوات الشعبية في ذات الحركية ؟ من المفيد هنا أن نعود إلى الخلاصات سواء تلك المرتبطة بالقراءة التقييمية لمحطة انتخابية لم تشكل القطيعة المنتظرة مع سابقاتها، أو تلك المتعلقة بالنتائج  المترتبة عنها، و ما تبعها من حلقات مسلسل تمييع حقيقي للحياة السياسية ببلادنا. 

من المفيد أن نقر اليوم و نعترف بأن دائرة الإمكانات السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية باتت تضيق يوما بعد آخر، مع ملاحظة أن الاتحاد الاشتراكي هو من يدفع الثمن دون غيره، و أن هذا الحزب بالذات، دون غيره، هو، وحده، من يحاول باختلافات أعضائه و قياداته البحث عن مخرج من هذه الوضعية الماسكة برقبته ومعه رقبة الوطن والتحولات به. المغرب اليوم يسير نحو المجهول، و تلك وجهة نظر نلامسها بكل وضوح في جل تدخلات مناضلات و مناضلي حزب القوات الشعبية المعبر عنها في العديد من المناسبات، و هو ما يجعل من الاختلاف القائم في الرؤى و المواقف، مرآة تعكس حجم القلق المعبر عنه بأشكال مختلفة و إن من منطلقات ذاتية في بعض الأحيان. 

المأمول أن الاختلاف في حياة الاتحاد عنصر قوة، لكن الذاتية و حسابات المصالح أداة هدم. هل نجانب الصواب إذا ما تحدثنا عن خيط ناظم رابط بين المصالح الذاتية و تراجع الاتحاد؟ حسابات المصالح عادة ما تسقط الأنظمة الحاكمة نفسها فهل تعجز عن إسقاط حزب هو في الأصل إتحاد للقوات الشعبية ؟  الاتحاد الاشتراكي يمكن القول عنه، بكل موضوعية، بأنه فقد البوصلة.

وببساطة شديدة،  الإجماع لا يصنع المستقبل لأنه عدم، خاصة في حياة حزب يتنفس الاختلاف حد التطاحن أحيانا عديدة. والواقع يؤكد أن الاختلاف قائم دائما، و تلك حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد، والمطلوب اليوم، أن ندبر هذا الاختلاف من منطلق الإيمان بالديمقراطية  وآلياتها الآمرة الملزمين بالقبول بها و نتائجها أولا و أخيرا، و إن لم يكن من أجل الاتحاد فمن أجل الوطن. هل يستعصى علينا القيام بذلك؟ 

واقع الحال يؤكد، إذا ما ظلت دار لقمان على حالها، بأن هذه الاستحقاقات القادمة ستكون أسوء من سابقاتها، إن على مستوى المشاركة الشعبية، أو على مستوى حياد الدولة و تبعية العديد من مكوناتها لسلطة حزب معين.
المغرب تخلص باكرا من الحزب الوحيد لكن مستقبله اليوم رهينة عبثية حزب واحد  حزب الدولة.

أشدد على القول بأن  الحزب يجب أن يستعيد دوره التاريخي من خلال خطاب نقدي بنّاء يعالج قضايا مثل غلاء المعيشة ومحاربة الفساد، وهو  ليس ملكًا لشخص أو مجموعة، بل هو ملك لكل المناضلين الذين يؤمنون بقيمه.
 
 
شقران أمام رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب سابقا