أكد وزير الصحة في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، خلال افتتاح المقر الجديد للمجلس الجهوي لهيئة الأطباء بجهة الدار البيضاء يوم الأربعاء 9 يوليوز 2025 أن "دار الحكيم" تسمية تحمل دلالات رمزية عميقة، تربط بين القيم الإنسانية المتأصلة للمهنة الطبية من جهة، وشتى أشكال جوانب الممارسة الوقائية والعلاجية من جهة أخرى.
وشددت كلمة الوزيرعلى أن جهة البيضاء تحتضن نسيجا صحيا تميزا، يجمع بين عرض عمومي واسع وقطاع خاص نشيط ومجهز، يوفران خدمات طبية متنوعة ومتكاملة، وهو ما يشكل مكسبا حقيقيا لاستكمال التغطية الصحية الشاملة بالمنطقة.
وأوضح الكاتب العام للوزارة نيابة عن أمين التهراوي بأنه في قلب هذا المشهد المندمج تأتي "دار الحكيم" كمؤسسة مهنية وأخلاقية تجسد روح المسؤولية وفضاء للحوار ومرجعية لتأطير الممارسة الطبية، وصون قيمها، مبرزا بأن الحكيم في ثقافتنا وحضارتنا لم يكن طبيبا فقط بل كان ولايزال صاحب رأي سديد ومرشدا ومؤتمنا ومصدرا للرحمة والثقة والسكينة وملاذا للناس في أوقات الشدة.
وأكدت كلمة وزير الصحة على أن تحديات المرحلة الراهنة والمستقبلية وما تفرضه من تحولات سياسية عميقة وانتظارات اجتماعية وضغوط مهنية تدعو الجميع من مؤسسات ومهنيين في القطاعين معا العام والخاص للارتقاء بروح المسؤولية وتعميق ثقافة التعاون والانخراط الفعلي في أوراش الإصلاح والتجديد التي يقودها الملك محمد السادس ومن بينها بناء منظومة صحية أكثر تماسكا وعدالة وفعالية ترتكز على الجودة والحكامة والمساواة في الولوج والانفتاح على المستقبل.
وتوقفت كلمة وزير الصحة والحماية الاجتماعية عند الدور المركزي الذي يضطلع به المهنيون الصحيون، من طبيبات وأطباء، وممرضات وممرضون، وصيادلة وتقنيون، مشددة على أن الحديث عن إصلاح المنظومة الصحية لا يمكن أن يستقيم دون التوقف عندهم بكل احترام وتقدير لأنهم يشكلون الرافعة المحورية لكل تحول، مبرزة بأنهم يسهرون يوميا على استمرارية الرعاية في المدن كما في القرى، في المراكز الجامعية كما في المستوصفات القروية، في القطاعين العام والخاص، وبالتالي فهم يحملون أعباء المهنة بشرف ويحولون النصوص والسياسات إلى خدمات ملموسة في حياة المواطنين.
وأكد الدكتور عبد الكريم زبيدي، رئيس المجلس الجهوي للأطباء بجهة الدارالبيضاء سطات، في كلمته بأن دار الحكيم التي تم افتتاحها تعتبر بيتا يحتضن الجميع ومركزا يلبي الطموحات ومنارة تضيء درب مهنة الطب النبيلة، مضيفا بأن هذا المقر ليس مجرد مبنى من حجر وطوب، بل هو رمز لالتزام الهيئة المتجدد بالحفاظ على شرف ونبل المهنة، وتأكيد لعزمها المشترك على تطويرها وترسيخ أخلاقياتها السامية وخدمة المجتمع.
وشدد الدكتور زبيدي على أن الهيئة سعت لكي يكون هذا الفضاء مساحة للتعاون، ومنبرا للتكوين المستمر، ودرعا للدفاع عن حقوق الأطباء، وضمانا لأفضل الظروف الممكنة لممارسة هذه الرسالة النبيلة، مشيدا بكل من ساهم من قريب أو بعيد في تذليل الصعاب وتقديم الدعم لكي يرى هذا المقر النور.