الشواهد الجامعية والديبلومات المهنية لا تعني ببلادنا ضمان مستقبل اجتماعي آمن، وليست هي السبيل الوحيد لضمان منصب مأمول، سواء بالقطاع الخاص أو العمومي.. والعكس صحيح، هناك حالات لا تعد من الأشخاص الذين ابتسمت لهم الحياة بمستوى تعليمي متوسط أو من دون ذلك، ووصلوا إلى قبة البرلمان، ويديرون شركات ذات فروع وذات رقم معاملات مالية هامة...

وها هو نموذج تفرزه امتحانات الباكالوريا 2019 للرأي العام المغربي، وتكشف عن شخصية من النمط الذي وصل إلى وضع اجتماعي مريح ومناصب متعددة من دون التوفر علي شهادة الماستر أو الدكتوراه، بل إلى شهادة "قنطرة العبور" التي هي حلم كل تلميذ مغربي بسلك التعليم الثانوي (الباكالوريا).

النموذج المعني هو برلماني عن حزب "البيجدي"، وهو الباحث عن شهادة الباكالوريا عن طريق "النقيل". فقشيبل له نهج عكسي في حياته، ضمن مستقبله الاجتماعي، ليعود للبحث عن المستوى التعليمي.. بينما واقع الحال يفرض التوفر على المستوى التعليمي لضمان مستقبل اجتماعي... وكيف لا وهو يدير شركة خاصة للاتصالات، مقرها بمدينة سلا، وشركة لبيع التجهيزات الكهربائية؛ ويتوفر على أملاك عديدة هنا وهناك... وسبق له رئاسة جماعة قروية بتاونات، وهو مستشار حاليا بها (جماعة مولاي عبد الكريم)؛ وبرلماني باسم العدالة والتنمية. وطموحه يتتجدد في سلك التعليم لكن "النقيل" أسقطه في المحظور، وحصل له ما لم يكن يتوقعه، لكون إجراءات زجرية تنتظره، خاصة وأن المساءلة القضائية دخلت على الخط من جراء فعلته الدنيئة (النقيل).