الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

ماذا قال زملاء الصحافي الراحل عبد الحميد بنداوود في وداعه الأخير؟

ماذا قال زملاء الصحافي الراحل عبد الحميد بنداوود في وداعه الأخير؟ الصحافي الراحل عبد الحميد بنداود
"لن أكمل رمضان"، ذلك كان يقينه الذي أطلقه في وجه بعض من أحبته وصحبه.. وها قد وفى وعده بالرحيل.. عبد الحميد بنداوود يغادرنا يوم آخر جمعة من رمضان 1440 هجرية، قبل ليلة القدر بقليل.. ذلك الطفل المشاكس فتح باب الأرض وغاص فيها، حيث ينتظره أحب الناس إليه "والده".. كانت بينهما علاقة وفاء لا وصف لها، هي من طينة الصوفية.. كان عبد الحميد بنداوود بقلب طفل يمشي فوق سواد الإسفلت، فكان دوما في خصومة معه، ومع سطوة المؤسسات كيفما كانت سلطتها عليه. ووحده ظل يقاوم بقلب الطين الذي جاء به من تراب بادية تازة، هناك حيث خرير الماء قصة حياة، وحيث الزيتون ثروة الروح، وحيث خبز الأمهات طازج في الفجر، ظل يقاوم سواد الإسفلت ويصرخ عاليا: "لن أستسلم لسوادك أبدا".
وداعا أخي عبد الحميد، كم كنت وحدك وكم كنت ممتلئا بك، مكتفيا. لقد أكملت قصتك كما أردت لها بإصرار، بذات النخوة، بربطة عنق دائمة، بأناقة في اللباس، بملامحك الإغريقية، تلك التي ظلت تؤمن بحكمة سقراط:
"سقراط ليس الطبيب،
الموت هو الطبيب،
سقراط كان فقط المريض".
لحسن لعسيبي

كم كنت وحدك يا ابن أمي
عذرا، صديقي وزميلي عبد الحميد بن داوود. لم نحبك بما يكفي
لن أنسى نظراتك المنكسرة وأنت على سرير المرض.. كان صمتك العميق، كما صوتك، كما حكمتك، يقول كل شيء.
وكنت رغم نصل الداء المغروز بعناية في الصدر، تسترق الكلمات بصعوبة وتنتزع الابتسامة من رماد الأمل، كي تخفف عنا لا عنك، أنت الذي عهدناك صلبا، عنيدا، أمام الرياح.
هذا الجسد المتوثب دوما للفرح، لم يساير نوتات الألم، فاختار أن يعزف معزوفته الأخيرة تاركا لنا صدى لنهاية لا تشبه النهايات: نهاية رجل شجاع.
حفيظة الفارسي
 
عرفت الصحفي والأديب عبد الحميد بنداود عبر منبر جريدة الاتحاد الاشتراكي العتيدة منذ أوائل التسعينات وكم كنت مفتونا بشذراته السردية القوية المتلبسة بجوخ الحكمة الشعرية. وشاءت الأقدار أن ألتقي به مرة واحدة خلال زيارتي لمقر مكتب الجريدة في زنقة زحلة بالرباط لكي ألتقي بصديقي العزيز المرحوم مختار الزياني.. ألفيت يومئذ عبد الحميد شفاه الله لائذا في عزلة وصمت عميق في مكتبه. سلمت عليه وتبادلنا حديثا قصيرا جدا عن الصحة والمزاج ومهنة المتاعب.. ودعتهما وقد كان آخر عناق لي مع المرحوم المختار حيث كنت ملزما بمواصلة رحلتي إلى كازا.
واليوم يرقد العزيز بنداود على سرير العناية الإلهية.. لن أقول دعواتكم بل تفاؤلكم بعودته إلى أحضاننا.
عبده حقي

كنت تحس بمتعة وأنت تقابل كل صباح بمقر جريدة الاتحاد الاشتراكي وجه هذا الرجل ببذلته الأنيقية وقبعته الفرنسية.. كان عبد الحميد بنداود مثالا رائعا لسمو الصحافة..
كان كل شيء عنده بميزان خاص، حتى الدعابة كانت مهيبة.. رحمك الله أيها الطيب
عبد الواحد بارع

الاتحاد الاشتراكي في حداد
غادرنا اليوم إلى دار البقاء الزميل والأخ عبد الحميد بنداود إلى دار البقاء صباح يومه الجمعة، بعد مرض لم يمهله طويلا.
عاش شامخا ومات شامخا، وحتى المرض تعامل معه بشموخ كبير وأنفة لا متنهاية. في عز أزماته كان يرد بتعفف، لن أنسى جوابه الشهير عند سؤاله: آش كتعاود؟" آش عند بنداود مايعاود؟
كان عفيفا، رقيقا، ومات وهو على ذلك.
رحمك الله أيها الرجل الطيب وجعل مثواك الجنة.
إنا لله وإنا إليه راجعون
إبراهيم العماري

رحم الله الأستاذ والزميل عبد الحميد بنداود..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
عرفته أستاذا صحافيا، مبتعدا عن البهرجة والشهرة...
درّس أبجديات الصحافة وكان ملهما للعديد ممن تلقّنوا على يديه كتابة الأجناس الصحفية بمعهد الصحافة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
حسن اليوسفي لمغاري
عبد الحميد بنداوود
رحيلك مر أيها الشاعر
حكيم عنكر