عائلة "ساطوري" من أبناء مدينة الدار البيضاء، وتحديدا بدرب غلف الزنقة 75، وقد شاء القدر أن تنتقل الأسرة إلى مدينة أسفي خلال مطلع سنوات الثمانينات. هي عائلة مثقفة بامتياز، جمع أفرادها بين النضال السياسي و الحقوقي و العمل الجمعوي و النقابي و كذالك العمل الميدان الإعلامي و الصحفي والأدبي. جريدة " أنفاس بريس" تقدم لقراءها هذه الورقة المقتضبة التي كتبها الأستاذ المحامي حسن محب صديق العائلة، كنبذة عن شخصية منير ساطوري، التلميذ والمناضل.. والمسؤول السياسي في بلاد المهجر... منير ساطوري الذي نجح في الحصول على مقعد بالبرلمان الأوروبي.
" منير ساطوري الذي نجح في الحصول على مقعد بالبرلمان الأوروبي هو ابن المدرسة الاتحادية المغربية التي تربى بين أحضانها منذ سن مبكرة، قبل أن يشد الرحال إلى الديار الفرنسية. وهو تلميذ ويلتحق بالحزب الاشتراكي الفرنسي ثم حزب اليسار الأخضر فيما بعد.
منير الذي رأى النور سنة 25 ماي 1975، كانت بداية شغفه بالعمل السياسي لما التحق بالقطاع التلاميذي بالشبيبة الاتحادية فرع أسفي في سنة 1990، إلى أن اعتقل في مارس من سنة 1992، رفقة مجموعة من زملائه بثانوية الحسن الثاني بمدينة أسفي. وقدموا للمحاكمة التي عرفت حضور محامين من مختلف المدن على الصعيد الوطني.. أذكر منهم المرحوم الأستاذ محمد المتوكل من هيئة أكادير والأستاذ النقيب إدريس أبو الفضل، و الأستاذة جميلة جودار من هيئة مراكش . وعبد ربه ( حسن محب) إلى جانب زملاء من هيئة أسفي أذكر منهم المرحوم الأستاذ إدريس أكشيرة، ناهيك عن الحضور كثيف لعائلات التلاميذ المعتقلين ومناضلي الشبيبة الاتحادية لحسن صبير، حميد الساطوري، وباقي المناضلين ومناضلي الصف الديمقراطي واليساري بالمدينة.
تجربة الاعتقال بالنسبة للشاب منير ساطوري بقدر ما كانت مصدر اختبار لقناعاته السياسية التي مازالت في مهدها، كانت أيضا سببا لقرار عائلته بالالتحاق بها بالديار الفرنسية. ولقد عملت بتكليف من هذه العائلة التي تربطني بها علاقات صداقة متينة تهيئ إجراءات السفر عبر الطائرة مباشرة بعد الخروج من السجن. وأذكر، وأنا أتجول رفقته بمدينة مراكش في انتظار انجاز تأشيرة السفر، أنه سألني: ـ هل بإمكانه العودة إلى المغرب بعد إنهاء عطلة فصل الربيع؟؟. فأجبته على الفور، لا تفكر في العودة إلى المغرب إلا بعد ضمان مستقبلك. فانفجر ضاحكا. فقلت له لماذا تضحك؟؟ فأجابني على الفور: "إنك تقول نفس الكلام الذي قاله لي لحسن " ( قصد الأخ صبير لحسن). قلت له إنها مجرد نصيحة، وأنت ترى كيف يتعامل مسئولونا مع شباب في مثل سنك، يزج بهم في السجن فقط من أجل ترهيبهم وتهديد حياتهم ومستقبلهم وخلق الرعب والهلع داخل عائلاتهم.
سافر منير إلى الديار الفرنسية، وهناك سجل بإحدى الثانويات، وخلال فترة وجيزة اندمج مع زملائه هناك، بل بدا يؤطرهم جمعويا، وأسس جريدة مدرسية رفقتهم، ثم استمر يزاوج بين الدراسة والأنشطة الثقافية في أفق تطوير إمكانياته ونجاحه الدراسي وحصوله على شواهد عليا.
أما عن نشاطه السياسي فلقد سجل به حضورا لافتا سواء داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي، إذ كان يحظى باحترام خاص من طرف الزعيم الراحل "ميشيل روكار "، وبعد انتقاله إلى حزب الخضر وكان وراء نجاح تحالفهما في الانتخابات الجهوية والتي أسفرت عن حصوله على صفة مستشار في جهة " ايل دو فرانس". وعرف منير ساطوري لدى الرأي العام الفرنسي بالرجل الميداني والعملي. رجل الفعل والمبادرة. واستمر في مساره السياسي المتميز إلى أن نجح في انتخابات البرلمان الأوربي وحجز مقعدا به.
فهنيئا لمنير ولعائلته.
و هنيئا لأمي امباركة والسي حسن ، هنيئا لحميد وعزيز وأمينة.