الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الكثيري، الراشدي، الوديع، الطالبي، يشهدون للمقاوم الراحل بنحمو بالصدق وصفاء السريرة

الكثيري، الراشدي، الوديع، الطالبي، يشهدون للمقاوم الراحل بنحمو بالصدق وصفاء السريرة المرحوم بنحمو الكاميلي وفي الاطار كل من: الطالبي، الراشدي، الوديع و الكثيري
هو واحد من رجال المقاومة في الاستعمار ومناضل بعد حصول المغرب على الاستقلال، من الذين ضحوا بالغالي والنفيس، إنه المقاوم محمد بنحمو الكاملي، الذي كانت له مع رفاقه اليد الطولى في تصفية رموز الاستعمار وأذنابهم، وما رئاسته لمنظمة "اليد السوداء"، إلا دليل على اقتحانه للصعاب والمكائد، هي خلية بلون السواد، لكنها كانت تؤدي خدمات بيضاء للبلد، مما أدى إلى استقلال المغرب.
رحل سي محمد، بعد معاناة طويلة مع المرض، وإذا كان قد نجا من تنفيذ الحكم بالإعدام الصادر ضده، فإن قدر الله لا مرد له، وهو يسلم الروح لبارئها يوم فاتح ماي 2019..
حضر الجميع لتشييع جثمانه، بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، يتقدمهم رفاقه في السلاح والكفاح، والعمل الحزبي الاتحادي، شهد له الجميع بسجله الحافل في المقاومة زمن الاستعمار وبالنضال زمن الاستقلال، فكان رفيق المهدي بنبركة والفقيه البصري وعبد الله ابراهيم، وغيرهم ممن قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدل بنحمو ورفاقه تبديلا..
هي 83 سنة من حياة السي محمد، تؤطرها حب الوطن والاعتزاز بالانتماء له، حيث كان عمره أقل من عشرين سنة، وهو يقود عمليات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، مازالت العديد من الأماكن شاهدة على عملياته المسلحة المتميزة بالدار البيضاء، وكيف انغمس في المقتومة عقب نفي الملك الراحل محمد الخامس والاسرة الملكية يوم 20 غشت 1953، مؤسسا خلية مسلحة رفقة رفيقيه في السلاح والكفاح بن بوبكر وبن عاشر..
اعتقل وعذب ونكل به لكنه ابى إلا ان يسير على نفس النهج، مؤمنا بأن استقلال المغرب ليس شكلا بل مضمونا ايضا، وبعد ان ضاقت به الدار البيضاء وملاحقات خصومه، انتقل إلى الخميسات ثم عاد إلى الأطلس بزاوية احنصال وايت اعتاب، متمما مسيرة الحق في العدالة الاجتماعية بنضال ديمقراطي.. وكان يوم 18 يونيو 2005، تاريخيا بالنسبة له ولأسرته عندما أنعم عليه الملك محمد السادس بوسام ملكي شريف..
فمناقب الراحل وخصاله وما تميز به من نكران للذات والتمسك بالمبادئ حتى داخل السجن وأثناء فترات عصيبة من تاريخ المغرب، هو ما شهد به في حقه مصطفى لكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، قائلا "لقد ترك فراغا وحسرة ولوعة الفراق في نفوس اسرته الصغيرة والكبيرة في الحركة الوطنية والتحريرية في المقاومة والفداء.."
أما عبد المقصود الراشدي، الفاعل الجمعوي، فتحدث عن الراحل باعتباره قامة في المقاومة زمن الاستعمار وقامة في النضال زمن الاستقلال، رجل وطني كبير، وكيف كانت مقهى الحديقة التي كان يسيرها بمركز مدينة الدار البيضاء ملاذا للطلاب يحضرون فيها امتحاناتهم الدراسية ومبارياتهم المهنية، حتى أصبحت المقهى ملحقة جامعية وفضاء طلابيا بامتياز، "الراحل بنحمو، كان رجلا وطنيا اعتز بوطنه ونعتز به، وله أفضال كثيرة على الوطن"، يقول عبد المقصود الراشدي.
من جهته، قال صلاح الوديع، أن السي محمد بنحمو، "اجتمعت فيه خصال ثلاث، الخصلة الأولى النضال الوطني المستميت وبدون انتظار الجزاء، ثانيا النضال ضد الاستبداد في ستينيات القرن الماضي، وهذه مسألة قضى على إثرها 15 سنة وراء القضبان، والثالثة، وهي كونه كان صديقا لوالدي الوديع الاسفي، وكانت بينهما رحمهما الله، صداقة متينة امتدت إلى أفراد الأسرتين، وكنا صغارا نزوره في سجن القنيطرة رفقة زوجته الفاضلة، السي محمد رحمه الله كان يمثل كل هذه القيم والخصال، الكفاح من اجل الديمقراطية ودماثة الخلق والقرب من العائلة، وهو ينتمي لجيل من المناضلين الذين بدؤوا يقلون، والذاكرة الجمعية المؤسساتية ممثلة في المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير، ينبغي ان تحفظ مساراتهم".
ولأن المقاوم الراحل بنحمو، لم يتوقف نضاله عند استقلال المغرب، بل امتد الى آخر رمق وهو يناضل من اجل دمقرطة البلاد، فقد عايشه من هم في سن ابنائه، فهو بالنسبة للزميل محمد الطالبي، الصحافي، عضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية، رجل عايش جميع الأجيال بدون مركب نقص، بل انسجم مع من هم أصغر منه، وكان رحيما بمن يجايله، "عرفناه مناضلا صامدا، وتشرفنا في غير مناسبة حزبية او أسرية وهو يستعرض تاريخ المقاومة وجيش التحرير في المغرب، والنضال فجر الاستقلال، وكيف ذاق مرارة كلمته مرارا، لكنه لم يكل او يفل، وكان رجل بشوشا ورجل الذاكرة، ويقدم نفسه جزء من المقاومة بكل تواضع، معتزا باعتقاله وسجنه وتعذيبه، لأنه كان مؤمنا بأفكاره، فهو يعتبر نفسه ليس ضحية، بل شهيدا وهو على قيد الحياة، وكيف حرص على تربية أبنائه ونقل أفكاره للمناضلين.."، يقول الزميل الطالبي.