الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

ماريا تروخيو: لا خوف على مغاربة إسبانيا من نتائج الانتخابات، بل هي مؤشر لتعزيز العلاقات بين البلدين

ماريا تروخيو: لا خوف على مغاربة إسبانيا من نتائج الانتخابات، بل هي مؤشر لتعزيز العلاقات بين البلدين ماريا تروخيو، مستشارة في التربية بالسفارة الإسبانية بالرباط

ترى "ماريا تروخيو" وهي وزيرة السكنى سابقا في حكومة ثاباطيرو وأستاذة جامعية في القانون الدستوري ومستشارة حاليا في التربية بالسفارة الإسبانية بالرباط ، أن نتائج الإنتخابات التشريعية التي جرت يوم 28 أبريل 2019 ستساهم في تعزيز العلاقات المغربية ـ  الإسبانية في العديد من المجالات، مؤكدة على أنه لا خوف على مستقبل المهاجرين والطلبة المغاربة بإسبانيا، والمزيد من التفاصيل في هذا الحوار:

. ماهي القراءات الممكنة في نتائج الإنتخابات التشريعية الإسبانية التي جرت يوم الأحد 28 أبريل الجاري ؟

.. الإنتخابات التشريعية الإسبانية أسفرت عن فوز الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني بقيادة بيدرو سانشيز بالمرتبة الأولى، وهو فوز مهم جدا، حيث أنه لأول مرة بعد عشر سنوات، لم يحتل الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني الصدارة  في الإنتخابات الماضية التي جرت في العشرية الأخيرة، وهذا مؤشر مهم على نجاح سياسة الحزب بزعامة بيدرو سانيز الكاتب العام للحزب ورئيس الحكومة.

وأعتقد أن سياسة الحزب التي نهجها أعادت الثقة للناخبين الإسبان الذين صوتوا بكثافة على الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني في معظم المدن والمناطق القروية وفي كل مناطق الحكم الذاتي.

وما هو واضح من خلال هذه النتائج  أن إرادة الناخبين الإسبان  الذين ذهبوا لمكاتب التصويت أرادوا أن يواصل بيدرو سانشيز مشوار مسيرته والإصلاحات والمبادرات التي قام بها في عدة مجالات وقطاعات مختلفة ، فهذه رسائل واضحة ومعبرة ، كما أن الحزب له تاريخ طويل في النضال والكفاح من أجل الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وتحسين  مستوى عيش الشعب الإسباني، بفضل سياسة الإشتراكية الديموقراطية التي اعتمد عليها الحزب، وهكذا تبقى الديموقراطية الإسبانية متميزة على المستوى الأوروبي وعلى المستوى العالمي.

وفوز الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني بهذه الإنتخابات تشكل صفحة جديدة في تاريخ إسبانيا نحو التقدم إلى الأمام  وتحقيق المزيد من الإزدهار والرفاهية  لكل الفئات والشرائح الإجتماعية.

. لكن الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني لم يحصل على الأغلبية المطلقة التي تسمح له تشكيل الحكومة، فماهي السيناريوهات الممكنة للتحالفات القادمة؟

.. لا يمكنني الحديث عن التحالفات، لأن الأمر موكول للقيادة السياسية والأجهزة الحزبية التي ستقرر في هذا الموضوع، وفق المفاوضات التي ستجرى لتشكيل الحكومة مع قوى سياسية أخرى، لكن بصفتي مناضلة في الحزب أعتقد أن هناك عدة سيناريوهات ممكنة، من بينها مثلا أن الحزب يمكن أن يحكم لوحده في حالة إذا امتنعت أحزاب أخرى على التصويت على منح الثقة للحكومة، لكنها تبقى سيناريوهات سابقة لأوانها.

. وكيف يمكن أن ينعكس فوز الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني على وضعية المهاجرين والطلبة المغاربة بإسبانيا؟

.. لا خوف على وضعية المهاجرين والطلبة المغاربة بإسبانيا، ويجب أن يشعروا بالاطمئنان والارتياح، فإسبانيا بلد الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، وهذه هي مبادئ وتوجهات الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني التي يجسده على أرض الواقع في برامجه وسياسته.

. وماهي انعكاسات هذه النتائج على مستوى العلاقات المغربية ـ الإسبانية ؟

.. العلاقات بين إسبانيا والمغرب هي متينة جدا و ممتازة وعلى أحسن ما يرام، وزيارة السيد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة للمغرب ساهمت في توطيد هذه العلاقات، فإسبانيا شريك أساسي للمغرب في المجال الإقتصادي، كما أن العديد من المقاولات والشركات الإسبانية تستثمر في المغرب.

كما أن الملك محمد السادس لعب دورا أساسيا في تطوير هذه العلاقات بين البلدين التي وصلت إلى مستويات متقدمة، كما أشير إلى أن جلالة الملك محمد السادس قام بعدة مبادرات اقتصادية مهمة وساهم في تعزيز البنيات التحتية للمغرب، وعمل على حماية وصيانة حقوق الإنسان خاصة النساء ومحاربة الفقر والهشاشة، ويقوم بعمل مهم جدا على مستويات مختلفة.

كما أن المغرب من أهم جيران إسبانيا، وهناك علاقات تعاون مهمة في العديد من المجالات مثل الهجرة مثلا، ونتائج هذه الإنتخابات ستساهم في تعزيز هده العلاقات القائمى بين البلدين.

كما أنه لدينا علاقات متميزة مع العديد من الشركاء مثل وزارة التربية والتكوين المهني والبحث العلمي ومع عدد من الجامعات المغربية، وذلك من خلال تطوير مشاريع التعاون فيما يخص الطلية الذين يرغبون في متابعة دراستهم في إسبانيا.

. لكن ماهو مستقبل التعليم الإسباني واللغة الإسبانية بالمغرب ؟

.. التعليم الإسباني بالمغرب في تطور مستمر، وأبرمنا عدة اتفاقيات مع العديد من المؤسسات للتحسيس بأهمية تعلم اللغة الإسبانية، فهي اللغة التي تحدث بها الملك محمد السادس خلال استقباله لبابا الفاتيكان خلال زيارته للمغرب بكل فصاحة وطلاقة.

و لا خوف على التعليم الإسباني واللغة الإسبانية بالمغرب فهو بلد منفتح على الثقافات و على مختلف التجارب، ونحن نشجع وندعم تعلم اللغة الإسبانية في كل المدن والمناطق بالمغرب، وتعلمها في تطور مستمر.