الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

محمد لكريني : هكذا أفسر تأخر أمريكا في تعيين سفيرها في المغرب ولا يجب أن ننسى موقفها من الصحراء

محمد لكريني : هكذا أفسر تأخر أمريكا في تعيين سفيرها في المغرب ولا يجب أن ننسى موقفها من الصحراء دونالد ترامب، ومحمد لكريني(يسارا)
يعرف القانون الدولي السفير بأنه الموظف الدبلوماسي الأعلى الذي يترأس "سفارة" لتمثيل بلاده في الخارج. لكن تطرح بعض حالات تعيين السفراء؛ تساؤلات حول عدم التحاقهم بمقرات عملهم "أنفاس بريس" ناقشت هذا الموضوع مع محمد لكريني، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، وذلك في إطار الحوار التالي :
*منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أكثر من ستين وما زال لم يتم بعد تعيين سفير لهذه الدولة بالرباط ،! هل هي فقط مسألة إجراءات وبروتوكول ؟ أم أن الأمر يخفي توترا أو أزمة في العلاقات بين البلدين ؟
**ينبغي بداية التأكيد على أن العلاقات المغربية الأمريكية هي علاقات تاريخية والكل يعلم أن المغرب أول بلد يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية ؛والتعاون فيما يينهما يطال مجالات عدة عسكرية، تجارية..، حيث أحدثت أول سفارة في الرباط بتاريخ 20 دجنبر 1777، لكن هذا الإعتراف والتعاون لا يعني أن البلدين منذ انطلاق علاقاتهما إلى حدود الساعة على أحسن حال، وفي هذا السياق يمكن القول إن تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة خلّف العديد من الصراعات مع مجموعة من الدول.
إن عدم تعيين سفير جديد بالمغرب مرتبط بفشل سابق لمجلس الشيوخ الأمريكي في تعيين إحدى السفراء كدافيد فيشر الذي يعتبر سفيرا مفوضا فوق العادة لدى المغرب في نونبر عام 2017، والذي سبق له وأن دعّم الحملة الإنتخابية للرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية ترامب، لتستمر ستيفاني ميلي كقائمة بالأعمال لحدود الساعة.
عرفت تعيينات الولايات المتحدة الأمريكية لسفرائها في مختلف العالم بعض التأخر والبطء، وهو ما انطبق أيضا على المغرب. لكن في مقابل ذلك لا ننسى الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية الذي يؤثر بشكل أو بآخر على العلاقات بين البلدين.
في الآونة الأخيرة بدأت الخطابات الملكية تتغير بإصدار مواقف جريئة وصريحة، حيث دعا الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء سنة 2014 القوى الدولية الكبرى بإصدار مواقف واضحة من هذا النزاع المفتعل من قبل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بل الأكثر من ذلك وجه رسالة مفتوحة للجميع (للخصوم، وللأمم المتحدة...)، حينما أكد على أنه: "مخطئ من يعتقد أن تدبير قضية الصحراء سيتم عبر تقارير مخدومة أو توصيات غامضة تقوم على محاولة التوفيق بين مطالب جميع الأطراف".
وبذلك فهذه القضية تشكل خطا أحمرا بالنسبة للمغرب في علاقته مع جميع الدول؛ وإن كانت العلاقات المغربية الأمريكية غير متكافئة على جميع المستويات، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد اتفاقية التبادل الحر التي أبرمت بين البلدين سنة 2004 والتي كان الرابح الأكبر فيها هو الولايات المتحدة الأمريكية؛ باعتبارها طرفا قويا ستفرض شروطها في هذا الإطار.
*لكن و نفس السياق هنالك حتى سفراء مغاربة عينوا منذ مدة ببعض الدول، ولم يلتحقوا بعد بمقرات عملهم كخالد الناصري بالأردن ويوسف العمراني بجنوب أفريقيا فما هي أسباب ذلك في نظرك ؟
**بخصوص السفراء المغاربة الذين عينوا منذ مدة ولم يلتحقوا بمقرات عملهم كخالد الناصري بالأردن ويوسف العمراني بجنوب إفريقيا، أعتقد أنها مرتبطة بإجراءات قانونية ينبغي اتباعها حتى تتم عملية التحاق السفراء بمقرات عملهم هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالعلاقات المغربية الأردنية هي علاقات متينة ومتطورة على جميع المستويات حيث تمت زيارة متبادلة بين الطرفين لتقوية هاته العلاقات دبلوماسيا، اقتصاديا واستراتيجيا..، بينما العلاقات المغربية الجنوب إفريقية هي علاقات متوترة في علاقتها بقضية الصحراء ودعم جنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو سواء في الاتحاد الإفريقي أو في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.