في قراءة لتسجيل فيديو عبد الرحيم أريري، مدير نشر جريدة " أنفاس بريس" و " الوطن الآن"، الذي تمحور حول صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة، وأشار خلاله إلى أن "مدينة الدار البيضاء قد دخلت لكتاب غينيتس للأرقام القياسية يوم 21 فبراير 2019، بعد منح شركتين صفقة النفايات بمبلغ اقترب من 100 مليار سنتيم". اعتبر الخبير حسن شواوطة في اتصال أجرته معه جريدة "أنفاس بريس" بأن الحديث عن هذه الصفقة الخاصة بجمع ونقل الأزبال يفرض الإحاطة و التوفر على مجموعة من المعطيات.
وأوضح بهذا الخصوص أن المدينة كواحدة من كبريات الحواضر تعطي يوميا 3400 طن من النفايات، وبالتالي فمن الممكن أن يكون ثمن هذه الصفقة عاديا إذا قرأنا في الصفقة ودفتر التحملات الذي تم على ضوء أن جمع النفايات يتم يوميا وبنسبة 100% وعلى مستوى تراب الدار البيضاء ككل، كما تشمل العملية وضع نظام لفرز النفايات في كل نقطة جمع، وذلك بتخصيص حاويات للنفايات العضوية وأخرى مخصصة للنفايات غير العضوية والقابلة للتدوير.
وهذا النظام، يضيف شواوطة، يزيد من التكلفة على الأقل بين 25 % إلى 30 % حيث يتضاعف بسببه عدد الحاويات، كما أن شاحنات النقل كذلك يجب أن تكون مكيفة لنقل المواد القابلة للتدوير، وهكذا إذا كان كل ما ذكر، يقول المتحدث، يدخل في الصفقة، فإن ثمن هذه الأخيرة إلى حد ما يمكن أن يكون عاديا، وإضافة إلى ذلك عندما يتم التنصيص على جمع النفايات غير العضوية والقابلة للتدوير.
ويردف الخبير بأنه من المفروض أن تشير الصفقة إلى المستفيد من هذه المواد غير العضوية، وهل سيتم خصم ثمن بيعها من تكلفة الصفقة بالنسبة للشركتين المتعاقدتين؟ أم سوف لن تستفيد الجماعة من هذه العملية؟ ومن هنا يمكن قياس الخلل.
ويزيد شواوطة موضحا بأنه إذا أخدنا مدينة كالدار البيضاء وقلنا بأن هنالك 4،1 طن من النفايات واعتبرنا أن 15% من هذه الكمية هي القابلة للتدوير أي 200 ألف طن بمعدل الف الدرهم للطن كثمن البيع، نستنتج أن الثمن المحصل عليه مهم جدا ومن شأنه أن يساهم في خفض التكلفة العامة لتدبير النفايات على مستوى الجمع والنقل إلى المطرح.
وفي نقطة ثانية، يؤكد شواوطة بأنه لا يمكن الحديث اليوم عن جمع النفايات لنصل إلى مدينة نظيفة تكون في مستوى التحديات كمدينة من المدن الذكية التي تمثل 30% من الدخل الخام و56 % من الاستثمار الوطني، ولا تكون مدينة بجميع المواصفات كمدينة نظيفة، وبالتالي إذا وصلنا إلى هذا الهدف يمكن أن نعتبر أن ثمن الصفقة وقيمة الاستثمار كان عاديا ومقبولا، لكن، يستدرك الخبير، يجب أن لا ننسى بأن الدار البيضاء تنتج كما هائلا من نفايات الردم ولا نعرف إن كانت صفقة 100 مليار التي نتحدث عنها تحتوي كذلك على نقل نفايات الردم والهدم؟ والتي تمثل ما يزيد على 600 الف طن سنويا تنتج بالدار البيضاء ويتم التخلص منها ورميها بشكل عشوائي بكل الأماكن والنقط الفارغة والأراضي غير المبنية، ويضطر مجلس المدينة إلى تعبئة كل الموارد لجمع هذه النفايات والتي تقتضي نظاما خاصا لها، وهو "ما يجعلني ألاحظ بأن هنالك خصاصا كبيرا في التواصل كي يعرف المواطن محتوى هذه الصفقة وما هي النفايات التي تعنيها".
وفي نقطة ثالثة، يلفت شواوطة إلى أن هنالك مسألة النفايات الصناعية والتي سكتت عنها هذه الصفقة، مستطردا بأنه إذا لم ينخرط الصناعيون في منظومة جمع النفايات سنجد أن هذا النوع من النفايات يرمى كذلك يشكل عشوائي في الأزقة وفي الأراضي غير المبنية وفي كل الاماكن!!
وبالتالي، يختم الخبير، فأمام هذه الاختلالات "أعتقد أن كل الجهود المبذولة للأسف لن تكون في مستوى انتظارات وتطلعات الساكنة و كل الفاعلين، ولن تصل إلى الهدف المرغوب فيه والوصول إلى تحقيق الدار البيضاء مدينة نظيفة".