الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

د.محمد الوادي: اتحاد كتاب المغرب من أجل تغيير راديكالي

د.محمد الوادي: اتحاد كتاب المغرب من أجل تغيير راديكالي د.محمد الوادي
غير مسموح بالمرة الوقوع، مرة أخرى، في نفس الأخطاء التي أدت إلى الهاوية التي وقع فيها اتحاد كتاب المغرب. وحينما نقول الهاوية فالمسؤول عنها لم يكن شخصا واحدا، بل المنظومة القانونية والثقافية التي ظلت فضفاضة وقابلة للاختراق وبالتالي التشويه، والمجموعة الخالدة المخلدة التي جعلت من الاتحاد تلك البقرة الحلوب. 
في العشرين سنة الأخيرة ونيف رُفضت عضوية العديد من الكتاب لأسباب لا يعلمها إلا الذين حَرموا أصحاب المؤلفات والدراسات الأكاديمية والعلمية الجديدة والجادة.
في العشرين سنة الأخيرة ونيف طغت السياسة على الثقافة في اتحاد كتاب المغرب وأصبحت الموالاة لهذا وذاك إما حزبيا أو إخوانيا أو ....في هذا المنعطف فقد اتحاد كتاب المغرب استقلاليته وبدأ يُسيّر عن بُعد بآلة السياسة التحكمية.
في هذا المنعطف سكت النفعيون وتكلمنا نحن وحسبنا البعض أن لنا غاية. ومر الزمن وظهر للأعمى، بعد فوات الأوان، أن ما نبهنا إليه واستشعرنا حدوثه هو ما وقع فعلا. 
في هذا المنعطف الحساس من تاريخ اتحاد كتاب المغرب لا بد وأن تتخلى القبائل المتصارعة عن الكيد للاتحاد وتفسح المجال للحكماء من الكتاب لتدبير أمر الاتحاد بالحنكة المطلوبة بعيدا عن التأثير السياسي والعشائري والحزبي الضيق الذي لا يخدم غير الأجندات الانتخابية.
في هذه المرحلة الدقيقة لا بد من إعادة النظر في النظام العام الذي يؤطر الاتحاد، وبالتالي مراجعة قانونه الأساسي.    
اتحاد كتاب المغرب مؤسسة وطنية ثقافية يجب حمايتها كمكسب لكل الكتاب وليس لفئة بعينها التي ظلت تتناوب على الأدوار ضمن مسرحية مكشوفة وبئيسة، حيث لم تمنح العضوية للأقلام الحقيقية التي راكمت مسيرة فكرية وإبداعية، ونشرت العديد من الكتب والدراسات، إسهاما منها في تعزيز وإغناء الخزانة المغربية والعربية. في ذات الوقت ظل القياصرة الذين تحولوا إلى أصنام خالدة في المشهد الثقافي المغربي من غير أن يساهموا في الحداثة التي تغنوا بها. بل أصبحوا عالة على الثقافة المغربية واستنزفوا اتحاد كتاب المغرب، وجعلوا منه منظمة مثيرة للشفقة.
كل الذين مروا من كواليس الاتحاد، وكل الظليين الذين ساهموا في نكسة الاتحاد يجب استبعادهم عن تسيير الاتحاد. يجب إعطاء الفرصة، في التسيير والتدبير، لوجوه  وأسماء ظلت مهمشة لمواقفها مما كان يحدث في السر والعلن. أيضا يجب استبعاد الذين تناطحوا من أجل المصالح الشخصية.. من أجل السفريات .. من أجل الفنادق الفخمة.. من أجل المؤتمرات السياحية.....
كيف سيتم تدبير فترة ما بعد استقالة عبد الرحيم العلام؟ أعتقد أنه بعد استقالة الرئيس فالمكتب المسير لم تعد له أية صلاحية. وإلى أن يعقد مؤتمر انتخاب رئيس ومكتب وباقي أجهزة الاتحاد ما هي الخطوات التي ينبغي اتخاذها؟ 
الشيء البديهي الذي لن يقبله الكتاب هو أن يتم عقد مؤتمر بالأعضاء الحاليين فقط. هذه النقطة هي مفتاح الإصلاح، وهي التي ستكشف عن النوايا الحقيقية للذين سبق ومارسوا مهام داخل الاتحاد، والذين يترصدون الفرصة للعودة مجددا إلى تسيير الاتحاد. 
الخطوة الأولى في اتجاه الإصلاح هي فتح باب الترشح للكتاب، وتشكيل لجنة من الكتاب النزهاء لقبول أو رفض الترشيحات. والمعيار الوحيد هو أن يكون المرشح للعضوية كاتبا. 
بعد قبول الذين تتوفر فيهم الشروط.. أي أن يكونوا كتابا تتم الدعوة إلى المؤتمر لانتخاب المكتب وباقي الهياكل الأخرى. أما أن يدعى إلى المؤتمر فقط الذين منحت لهم العضوية بطريقة أو بأخرى فهذا لم يعد مقبولا، ولن يتم السكوت عنه، لأنه غير منطقي أن يكون عضوا من له كتاب يتيم، أو فقط بضع مقالات في جرائد ومجلات لا تقرأ، في حين ليسوا أعضاء الدكاترة والكتاب الذين أغنوا الخزانة العربية بمؤلفاتهم.