الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: سنة وطنية جديدة لمخابزنا المغربية ونقول لهم بدل العاطفة الدينية: الوطن أولا

الحسن زهور: سنة وطنية جديدة لمخابزنا المغربية ونقول لهم بدل العاطفة الدينية: الوطن أولا الحسن زهور

ما قام به أصحاب بعض المخابز في بعض المدن المغربية، بإعلانهم عدم بيع حلويات السنة الميلادية الجديدة، من استغلال توجهاتهم الإيديولوجية السياسية الدينية في الترويج لمحلاتهم المهنية قصد كسب الزبناء أو الترويج لفكرهم الإيديولوجي المتزمت، هو أمر يتطلب تنبيه هؤلاء بأن الوطن يحتاج إلى المقاولة الوطنية التي تؤسس لفكر يتجه نحو تحسين الإنتاج والخدمات لما فيه مصلحة المستهلكين ومصلحة الوطن، بدلا من اللعب على العاطفة الدينية من أجل الكسب المادي، ولو على حساب مصلحة الوطن ومبادئ المواطنة.

ما قامت به هذه المخابز لا يخرج عن هدفين:

- أولاهما، هدف تجاري يتمثل في استغلال الدين أي العاطفة الدينية في الترويج للمحل التجاري، وهو من الأعمال المنافية للمنافسة الأخلاقية في التجارة.

- ثانيهما، الترويج لفكر انغلاقي يرتكز على ايديولوجية متطرفة في وقت شهد فيه البلد جريمة إرهابية بشعة هي نتاج هذا الفكر المتطرف الغريب عن قيمنا وعن ثقافتنا المغربية.

فبدلا من أن يتجه أصحاب هذه المحلات إلى توظيف العاطفة الدينية في الإشهار لمحلاتهم أو للترويج لنمط فكري متزمت، كان عليهم فقط إبلاغ الزبناء والمستهلكين بالتزامهم بالمبادئ الأساسية للمقاولة المواطنة، أي المقاولة التي تهتم بصحة المواطن وبمصلحة البلد عبر المنافسة الشريفة الملتزمة بأخلاقية المقاولة الوطنية وبقوانين البلد.

كما أنه بدلا أيضا من العزف على وتر العاطفة الدينية التي تضمر وتخفي أعمال الغش والاحتيال على المواطن وعلى القانون، كان على أصحاب هذه المحلات إخبار الزبناء عبر منشور يعلق في واجهة المحل بالمكونات الأساسية لمنتوجاتهم بإخبارهم أنها خالية في تركيبها من الدقيق المغشوش ومن الزبدة والمواد المغشوشة الأخرى المكونة لها، والتي تزيد من أرباح هذه المحلات على حساب صحة المواطن. وأنها تلتزم بمقومات النظافة بتعليق شهادة الجهة الصحية المكلفة بالمراقبة الصحية أو عبر إتاحة الفرصة لكل زبون يريد التأكد منها. وتعلن لزبنائها التزامها بالقانون بأداء مستحقات الضمان الاجتماعي والتقاعد لخدامها، وبالتزامها بقانون الشغل...

أما أن تستغل هذه المحلات والمقاولات العاطفة الدينية، وهي تحتال على المستهلك وعلى البلد، فهي من الممارسات المنتشرة في مجتمعنا، وآن الأوان أن تمنع بنص قانوني يجرم فيه كل استغلال للدين في الترويج للمواد الاستهلاكية وغيرها.

المقاولة الوطنية التي يحتاج إليها الوطن هي التي تلتزم بالقانون وبمصلحة المواطن والبلد، وليس تلك المقاولة التي تلعب على العاطفة الدينية للكسب أو لترويج لفكر انغلاقي تتأسس عليه أحيانا هذه المقاولات لتمويل أنشطة أخرى نجهلها.

- الحسن زهور، كاتب ومحال سياسي