الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

على هامش إعلان مخبزة عن عدم توفير حلويات رأس السنة "كول الحلوى يا المش"

على هامش إعلان مخبزة عن عدم توفير حلويات رأس السنة "كول الحلوى يا المش" صورة أرشيفية

على سبيل التقديم :

معلومة علمية دقيقة تؤكد أن "السكريات والتوابل وكل الأشياء الرائعة التي نعرفها ليست لها أية أهمية عند القطط؛ باستثناء ميولها لنزعة اللحوم". وتؤكد عدة بحوث علمية أن هذه "النزعة ليست نابعة من السلوك الذي يترصد طائرًا للإمساك به أو فأرًا ليعذبه؛ بل ترجع أيضًا إلى حقيقة أن القطط تفتقر إلى القدرة على تذوُّق الحلوى .."

هناك أياد خفية تفتعل مناوشات في كل حين ومناسبة لاختبار قدرة الشعب المغربي على مواجهة التطرف القادم من الشرق عن طريق جهابذة الإسلام السياسي، أياد تقتنص الفرص وتتصيدها لاختراق عاطفة عامة الناس، مستعملة واجهات وأقنعة أخرى لفرض وجودها على الدولة.

 بعد فشل مخطط تقسيم شواطئ البحر بين كفار ومسلمين، وفضيحة الرقية والتداوي  بالأعشاب عند شيوخ "الفرمسيان" الإسلامي، وانكشاف هامش الربح الفاحش لدى الأبناك الإسلامية ، ومحاولة تطبيق قانون الشارع من طرف الغوغاء ، ظهر مؤخرا  مفهوم المخبزة الإسلامية التي  تريد أن تحرم الناس من أكل الحلويات في رأس السنة الميلادية.

النبأ العظيم جاء من مدينة أكادير العالمة، حيث أكدت عدة مصادر إعلان أحد صاحب المخبزات عن "عدم توفير وبيع الحلويات الخاصة باحتفالات رأس السنة"، هذا الحدث عرف  جدلا واسعا بمنصات مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبره العديد من المواطنين سلوكا غير مقبول من طرف صاحب المخبزة الذي عبر عن " عنصرية خطيرة اتجاه الآخر وديانته وثقافته وقناعاته".

الإعلان شكل صدمة داخل المجتمع المغربي على اعتبار يقول عبد اللطيف أحد المتخصصين في  صانع الحلويات بمراكش " لقد صدمني الإعلان الذي اعتمدته إحدى المخبزات بمدينة أكادير، لأنه يمس بحق أساسي من حقوق الإنسان وهو ضمان لقمة العيش بواسطة حرفة ومهنة حلوناي عصري، ننتظر رأس السنة الميلادية لإظهار مهاراتنا وإبداعاتنا لتقديم أجود الحلويات حسب الأذواق والقدرة الشرائية". وحسم موقفه قائلا: " نرفض هذا السلوك، وعلى صاحب المخبزة أن يتحمل مسؤوليته، فالسلطة التي رخصت له قادرة على سحبها إن أخل بواجباته التجارية قبل الإنسانية".

في هذا السياق قالت السيدة أميمة لجريدة " أنفاس بريس"، بأنها  " لن تدخر جهدا في إسعاد عائلتها ليلة رأس السنة، وتقاسم ساعات الفرح مع زوجها وأبنائها تيمنا بمستقبل جميل وواعد". وعن سؤال للجريدة أكدت بأنها اعتادت على " توفير كل أنواع الحلويات احتفالا بالسنة الجديدة". ولأن زوجها فوسفاطي فقد أوضحت " نحن عائلات الفوسفاطيين ورثنا هذه العادة لأن إدارة الفوسفاط تخصص لأزواجنا منحة السنة على المردودية، ما يتيح لنا أن نخلق طقوس الفرح والاحتفال برأس السنة والتطلع لسنة عامرة بالخير والرفاه والسعادة، والاستعداد تمسكا بالأمل لسنة جديدة ".

وقد جاء رد الفيدرالية المغربية لجمعيات المخابز والحلويات العصرية والتقليدية واضحا، ووضع حدا لكل التباس من خلال بلاغها الذي وصف قرار الامتناع عن توفير حلويات رأس السنة بأنه "معزول ولا يعبر إلا عن رأي صاحبه" في الزمان والمكان وأنه مجرد " مزايدة لا طائل منها".

واعتبرت القرار أيضا بأنه لا يعبر عن "رأي المهنيين أرباب المخابز والحلويات، الذين يشتغلون من أجل توفير جميع المواد لكل من في هذا البلد، بدون استثناء، وبغض النظر عن دينهم، أو لونهم أو جنسهم، سواء كانوا مواطنين، أو مقيمين، أو ضيوف أو سائحين".

على سبيل الختم : إن المثل المغربي القائل: " كول الحلوى يا المش" ضاج بالرسائل ومليء بالعبر في سياق احتفالات الشعب المغربي بالأعياد والمناسبات بمختلف أسبابها ومنازلها وعقائدها وطقوسها، فالحلوى رمز للكرم، ورمز للإيثار والسعادة والفرح، ورمز للمشترك الإنساني.

ونظرا لأنكم تعرفون قصة القطين، اللذين كان واحد منهما يعيش بغرفة طالب ينتمي لتنظيم متطرف، والآخر مع طالب حداثي متفتح.... وكيف كان يقتات كل قط من مائدة الطالبين فسأختم المقالة بنداء دون أن أعيد حكي القصة: " اتركوا للزبناء حلوياتهم ليتبرعوا بها على القطط، وامسحوا لحاكم بزيت العود عسى الله يغفر ذنوبكم".