السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

"إحباط" عملية انتحار بالقرب من محيط المحكمة ومقر الجماعة وعمالة اليوسفية ( مع فيديو )

"إحباط" عملية انتحار بالقرب من محيط المحكمة ومقر الجماعة وعمالة اليوسفية ( مع فيديو ) رئيس الدائرة وعناصر الأمن والوقاية المدنية يستقبلون " البطل"(عبد العالي الضياف) بكأس شاي بعد إحباط عملية الانتحار

" أي جنون هذا الذي أصاب الإنسان، وأي حمق هذا الذي يتلاعب بعقول الناس قاطبة، من السبب في رفع درجات الاستهتار بالحياة لدى شريحة اجتماعية واسعة من المواطنين والمواطنات ، كيف تمكن اليأس من قلوبهم؟ هل إلى هذه الدرجة انتصرت ثقافة الموت/ الانتحار على ثقافة الحياة الجميلة؟ ". هكذا تناسلت أسئلة مجموعة من المتتبعين لهذا الحدث الذي روع الجميع خوفا من سقطة لا تحمد عقباها.

مساء يوم الثلاثاء 25 دجنبر 2018، وتحديدا بعد أذان صلاة العصر، مباشرة اتصل بـ" أنفاس بريس" مجموعة من القراء للإخبار بحدث تسلق أحد المواطنين للاقط الهوائي لإحدى شركات تكنولوجيا الاتصال الذي استنبت داخل إدارة بريد المغرب (البوسطة) بجانب المحكمة الابتدائية، المحاذية لمقر الجماعة بالقرب من عمالة اليوسفية، وتهديده للسلطات الإدارية والأمنية بالسقوط والانتحار من أعلى رأس اللاقط بمسافة تقدر تقريبا ب 120 متر .

هذا الحدث استقطب العديد من المواطنات والمواطنين، الذين انخرطوا عن بعد في محاولات تهدئة وتني عبد العالي الضياف ابن قرية سيدي أحمد بجماعة الكنتور، ودعوته للتراجع عن قرار التهديد بالانتحار، ومن أجل إشباع فضولهم بمتابعة تطورات هذه الواقعة الاجتماعية عن كثب، وطريقة التعامل معها من طرف مختلف تلاوين الأجهزة الأمنية والسطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية ومجموعة من الإعلاميين والصحافيين.

الكل كان يضع يده على قلبه، عيون متجهة صوب الأعلى، وأيادي تلوح للغاضب من قدره المشؤوم، ووضعه الاجتماعي الميؤوس منه، بأن يتراجع عن القرار، وصياح من هنا وهناك للتواصل مع عبد العالي الضياف الذي طالب بإحضار " سجائر وولاعة لضبط مزاجه المكهرب"، بعد أن كان طامعا في مكبر صوت للتواصل مع السلطات الإدارية والأمنية من أعلى قمة اللاقط الهوائي؛ لكن طلبه جوبه بالرفض لأنه كان ينطق بكلام غير مسؤول سجلته جريدة " أنفاس بريس" من عين المكان " تحمْلوا مسؤوليتكم، كونوا رجالةْ، خاصْنا نحْميوْ الوطن. كاينينالشفارة في أحمر، والمتواطئين ضد الوطن، ما يمْكنشْنبقاونتفرجوا وساكتين على الظلم ....كاينة عصابات خطيرة ضد الوطن...".

هل كلام عبد العالي الضياف اعتباطي؟ ما الذي دفع به يا ترى للقيام بهذه المغامرة الخطيرة؟ من تسبب في استفزازه؟ ما هي نوعية مشاكله التي دفعت به لوضع حد لحياته؟ هي مجموعة من الأسئلة تنتصب أمام الجميع دون مجيب.

على أرضية موقع اللاقط الهوائي بوسط ادارة البريد تابعت " أنفاس بريس" عن قرب ، الحوار الذي دار بين عبد العالي الضياف وهو متشبث بعدم النزول من موقعه المحصن فيه، ورئيس الدائرة وقائد قيادة الكنتور، بحضور مجموعة من الضباط ومفتشي الأمن وعناصر الواقية المدنية وأعوان السلطة ورجال الإعلام والصحافيين : " شوف الله يرضي عليك، انزل عندي، عليك الأمان، كنواعدك نقضي ليك جميع مطالبك، أنا نلتازم معاك بالكلمة،ياككتعرفني" يقول رئيس الدائرة الذي يمني النفس بأنهاء هذه المعكرة غير المتكافئة بعد أن تحصن عبد العالي ولم يستطع اي أحد الاقتراب من مكانه خوفا من سقوطه من الأعلى قبل التمكن منه.

بعد أن أبعد الجمهور من أمام أنظار الضياف عبد العالي، قام عميد شرطة بعدة محاولات من أجل اقناع عبد العالي بالنزول واعتمد مخطط الإقناع بطريقة احترافية " شوف، عبد العالي، نزل هالبريكة ...شعل كارو ، وكمي مع راسك ....ما عندك منهاش تخاف ."

بدء العياء يستبد بشخصية البطل الذي رسمه عبد العالي الضياف في ذهنه للقيام بهذه المحاولة للضغط على السلطة المحلية ورجال الأمن وعموم المشاهدين " الآن نتعامل مع حالة نفسية وذهنية بالغة الخطورة ، يجب ألا نضغط عليه كثيرا، وأن نبتعد عن استفزاز مشاعره، لأنه رسم شخصيته البطولية أمام الناس وعلينا أن نحرص على تفادي السقوط في مخططه الذي يريد أن ينفذه للانتقام من الآخر "، يوضح أحد مفتشي الأمن لـ"أنفاس بريس".

اقتنع عبد العالي الضياف بالحوار والمفاوضات التي بوشرت معه من طرف رئيس الدائرة ورجال الأمن وعناصر الوقاية المدنية وتم تنفيذ طلبه الأخير " يالله السي عبد العالي ها البراد أتاي اللي بغيتي، نزل تكيف مع راسك وشرب الدكة ما عند منهاش تخاف " يخاطبه رئيس الوكالة البريدية الذي أحضر صينية وبراد الشاي لإغراء البطل.

ساعتين و15 دقيقة، هو الزمن الذي استغرقه حادث التهديد بالانتحار من أعلى اللاقط الهوائي، نعم لقد تم إحباط هذه المحاولة التي كانت ستدخل سجل الأحداث المرعبة لسنة 2018، التي نودعها على وقع أزمة اجتماعية بسبب السياسات اللاشعبية، لكن هل استوعب المسؤولون الدرس من هذه الرسالة الاجتماعية .

على سبيل الختم : أكد رئيس الدائرة لجريدة " أنفاس بريس" أنه سيتابع ملف عبد العالي الضياف شخصيا بتعاون مع جماعة الكنتور، وفعاليات جمعوية بقرية سيدي أحمد، من أجل تحسين وضعه الاجتماعي والصحي والنفسي لتجاوز محنته الاجتماعية.

ملاحظة لها علاقة بما سبق : الوضع الاستثنائي الذي عاشته مؤسسة بريد المغرب، كان يتطلب من رئيس التوزيع "ببوسطة " اليوسفية، أن يضبط أعصابه ويبتعد عن التشنج، ولا يصرخ في وجه الصحافيين ويحاول طردهم من فضاء موقع الجريمة التي أرهقتنا جميعا، لأن المكان كله أصبح تحت سلطة أخرى، وخارج مسؤولية إدارة البريد.

رابط الفيديو هنا