الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

"البيغ الخاسر" يطلقُ 170 كيلوغرام من "السْبَّانْ" بملصق ملطخ بالدم...

"البيغ الخاسر" يطلقُ 170 كيلوغرام من "السْبَّانْ" بملصق ملطخ بالدم... توفيق حازب الملقب بالبيغ

أصرَّ "الرابور" توفيق حازب "البيغ" أن يختم سنة 2018، بما يمكن تسميته "أغنية راب"، مليئة بالكلمات الساقطة، والخادشة للحياء، والسُباب والقذف، واختار تسميتها 170 كيلوغرام، في إشارة إلى الرقم الذي يُحدِّدُ كمية وزنه بالكيلوغرامات، وذهب بعيدا في العنف اللفظي والمعنوي، ليؤثث ملصق الأغنية الذي جاء على شكل رسوم متحركة، برؤوس وأجساد عارية متناثرة، في محيط يجلس فيه حاملا سيكَارا كوبيا، متربعا على كرسي قصد به الريادة في مجال "الراب"، تحته سائل أحمر لا يمكن أن يكون إلا دما.

وأشار "البيغ" في هذا الخروج الطائش، إلى بعض الأسماء المحسوبة على "الراب"، التي أطلت على المتلقي من قناة اليوتيوب، منهم من سبق وأن انتقده أو وجه إليه سابقا عبارات مشابهة، في حوارات صحفية أو أغاني محسوبة على "الراب". فرغم أن "البيغ" يختلف عن بعض زملاءه من حيث المستوى الثقافي، وأيضا في كونه سبق وأن نسق مع وزارة الثقافة وتقدم بمشاريع فنية حصلت على الدعم العمومي الموجه للأغنية الشبابية، إلا أن ذلك لم يشفع، لكي يفكر في الرقي بفنه، والتعرض لقضايا تمس المواطن المغربي، أو تحقق المتعة الموسيقية وتهذب ذوق الشباب، لكي ينسجم مع الرسالة الكونية للفنون، التي تحتفي بإنسانية الإنسان وتدعو إلى السلام والحب والوئام ونبذ كل أشكال التطرف والصراع بين بني البشر.

وقصد "البيغ" في هذه المصيبة المحسوبة على "الراب"، التي ابتدأها بعبارة "كثرو لعزارة"، أسماء تنتمي لنفس اللون، موجها إليها عبارات "الكلاش" بشكل مباشر ومستفز ومقزز، من قبيل: "كلكم ولادي وخا ماقستش أمكم".. "ويا ولاد.. كذا "، "داها.. اممم".. هنا قصد "البيغ" أن الموجه له هذا الجزء من أغنيته تزوج "بفتاة فاقدة للبكارة"، في عبارات تنتصر لتشييء المرأة، والنيل من شرفها للانتقام سبا من عدو يرسمه في مخيلته.. كلها كلمات وعبارات تتضح أكثر من خلال كتابة ترافق الفيديو، عن طريق "الكرشنة"، توازي الكلمات المنطوقة وتعبر عن منطوق الدارجة المغربية، مكتوبا بحروف فرنسية، يعوِّضُ فيها الرقم 3، حرف العين من الأبجدية العربية.

الفيديو الذي نشره "الدون المستوى" تجاوز 2 المليون من المشاهدة على قناة اليوتيوب، ويعلم "البيغ" وغيره أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، لكن يتناسى "البيغ" أن كل عمل محسوب على الفن يقدمه شخص معروف وله متابعين، يؤثر بشكل مباشر في المتلقي الذي يستهدفه أو يستقطبه، ويلقنه طريقة للتعبير.. ومتى كانت راقية ارتقى معها الشباب والأطفال ومتى كانت ساقطة ومنحرفة، جرتهم بقوة نحو العنف اللفظي المعنوي وصولا إلى العنف المادي، وتوجههم نحو سلوكات وتصرفات، تتنافى مع ما تسهر المدرسة والأسرة، على تلقينه للنشء من مبادئ وأخلاق وحسن سيرة وسلوك.

كان على "البيغ"، حتى وإن حاول أن يقصد بكلمات "170 كيلوغرام" منتقديه أو مهاجميه، أن يضع أمام عينه، مسألة شهرته داخل وخارج الوطن، وأن يرقى بفنه، خصوصا وأنه من الأسماء الوازنة على "مستوى المكيال" والحضور في الساحة، وحتى وإن كانت بداية خرجة صاحب أغنية "مغاربة حتى الموت"، توسَّلت الكلمات الصادمة والخادشة للحياء، كان عليه أن يفكر أكثر من مرة في طريقة إبداعية غير مباشرة، للرد على من يعتبرهم أعداء له في ميدان "الراب"، أو أن ينأى بنفسه عن الصراعات الثنائية والتنابز بالألقاب، التي زاد فيها من شهرة من تعرضوا له سابقا، إذ يبدو أنهم حققوا هدفهم، إذ يعلم الخاسر أن أغلبهم كان يستفزه لكي يرد عليه في أغنية أو حوار صحفي، لكي يزيد من نسبة المشاهدة على قناة اليوتيوب، التي يختلط فيها "الفن باللافن" و"الإبداع بالضياع"..

لا يمكن بأي حال من الأحوال ربط خرجة "البيغ" غير المحسوبة، مع لون "الراب العالمي"، الذي يعرف تحررا كبيرا على مستوى الكلمات، لكن لابد أن يضع "البيغ" وغيره من المحسوبين على هذا اللون ببلدنا، كان منذ نشأته ولا يزال قريبا من هموم الناس.. ينتصر للحرية وينبذ الاستعباد والقهر والصراعات الطائفية..