الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

النرويجية ماريان برنتزين: كنت في جبال الحوز وهذه رسالتي للنرويجيين وللمغاربة بعد جريمة إمليل

النرويجية ماريان برنتزين: كنت في جبال الحوز وهذه رسالتي للنرويجيين وللمغاربة بعد جريمة إمليل ماريان بيرنتزين
تزامنا مع جريمة شمهروش الإرهابية التي ذهبت ضحيتها سائحتان اسكندنافيتان، كانت ماريان بيرنتزين (Mariann Berntzen) فاعلة جمعوية ومستشارة نرويجية، تقضي عطلتها بالمغرب، وتحديدا بإقليم الحوز.
"ماريان بيرنتزين"، اختارت أن تبوح بانطباعاتها عن المغرب والمغاربة عبر بوابة "أنفاس بريس"، التي حاورتها حول تداعيات هذه الجريمة الفظيعة.
 
تصادف وجودك في المغرب مع الجريمة المروعة التي أودت بحياة اثنتين من السياح الاسكندنافيين بإمليل (نواحي مراكش). ماذا كان رد فعلك عندما سمعت الخبر المفجع؟
 
صدمت من هذه المأساة الفظيعة جدا. في البداية، اعتقدت أنها حادثة، وبأن الدانماركية لويزة جيسبيرسن والنرويجية مارين أولاند لقيتا حتفهما بسبب السقوط أثناء تسلق الجبال أو شيء من هذا القبيل، ولم يخطر ببالي أن تذهبا ضحية عمل إرهابي لأن هذا النوع من الجرائم لا يحدث في المغرب! لقد سافرت إلى المغرب مرات عديدة منذ عام 1999، ولم أسمع عن شيء من هذا القبيل. كنت مستاءة ومرتبكة. وهذا ليس له أي معنى على الإطلاق.

كنت تحديدا بمنطقة إمليل ومراكش، لماذا اخترت هذه المنطقة وما هو انطباعك بعد رحلتك؟
 
اخترت منطقة امليل ومراكش لأن لدي ذكريات جيدة هناك. كانت هذه زيارتي الثالثة إلى مراكش، والثانية فقط إلى منطقة أوريكا. أنا أحب هذه المنطقة أولاً بسبب لطف السكان وحسن ضيافتهم، وأيضًا لأنها منطقة جميلة جدًا. لا يزال لدي انطباع جيد عن هذه المنطقة، حتى بعد هذه الرحلة الخاصة. هذه المأساة ليست خطأ الضحيتين، فالإرهاب يمكن أن يهاجم في كل مكان ، للأسف.

ماذا يجذبك أكثر: طبيعة المغرب أم سكانه؟
 
عدت إلى هذا المكان المثير للإعجاب، وأيضا لطيبوبة الناس كما قلت لك. في المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى هناك قبل 7 سنوات، تأثرت كثيراً بلطف المغاربة هناك. هذه المرة، لاحظت أنهم لا زالوا جد لطفاء. سأحتفظ دائما بصورة جيدة عن هذه المنطقة. ما حدث مع الضحيتين لن يغير من انطباعي، لا سيما أن الجريمة  يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم. للأسف حدث ذلك بمنطقة معروفة بطيبوبة ساكنتها.
لقد تغيرت حياتي بعد رحلتي الأولى إلى المغرب منذ 20 سنة. علمني المغاربة أن أعيش، أي أنهم غيروا موقفي من الحياة والآخرين.علموني أنه عليك أن تحاول أن تكون سعيدًا وأن تأخذ الحياة ببساطة. حتى أنهم جعلوني أكثر ليونة وطيبوبة، أعتقد، للإجابة على سؤالكم: ما جذبني أكثر للمغرب هم سكان هذه المنطقة.

لو أتيحت لك فرصة ثانية للسفر لمراكش وتوبقال، فهل ستعودين للمغرب؟
 
بالطبع سأعود إلى المغرب، إنه بلد قريب جداً من قلبي وقد شعرت دائماً بالهدوء والحماية 100 في  المائة. سأظل أشعر بالهدوء، بفضل لطف المغاربة.
 
ما هي الرسالة التي توجهينها إلى المواطنين النرويجيين بعد مأساة جبل توبقال؟
 
رسالتي إلى مواطني بلدي هي أن المغرب ليس بلدًا خطيرًا. يجب أن نذهب ونستمر في السفر كما كان من قبل في المغرب أو في أي مكان آخر. علينا أن لا نخاف بسبب الإرهاب. على المرء اتخاذ الاحتياطات ، كما نفعل في كل مكان عند السفر. ما حدث في المغرب لا يمثل البلد على الإطلاق! إنه سوء الحظ الذي حدث هناك، وجميع المغاربة متأثرين من هذا الحادث المأساوي. شعرنا بالصدمة وشعرنا بحزنهم.
 لقد كنت في أوسلو غير بعيد عن العملية الإرهابية في أوسلو يوم 22 يوليو 2011 ، وكان المناخ العام في أوسلو خلال الأيام والأسابيع التي أعقبت ذلك مثل ما شعرنا به في مراكش هذا الأسبوع بعد جريمة إمليل التي ذهبت ضحيتها السائحتين الإسكندنافيتين.
لا يوجد أحد في مأمن من الحمقى. بل بالعكس، هذا الوقت هو بالذات الوقت المناسب لتزور المغرب لنظهر للإرهابيين بأنهم لن يخيفونا أبدا. وأيضا لتقديم دعمنا للشعب المغربي، ولنخبرهم بأننا نعرف أن الجريمة ليست خطأهم. نحس بآلامهم.. أننا جميعًا ، نحن المغاربة والنرويجيون، نرغب في أن نعيش في سلام ونتمتع بالحياة. وأود أيضا أن أقدم خالص التعازي لأسر الشابات. وليرقدن في سلام.