الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

رفيقي بخصوص جريمة شمهروش: كفى من الدفاع عن البيئة الفكرية المنتجة للإرهاب والذئاب المفترسة

رفيقي بخصوص جريمة شمهروش: كفى من الدفاع عن البيئة الفكرية المنتجة للإرهاب والذئاب المفترسة عبد الوهاب رفيقي (يسارا) وصور سفاحي الضحيتين الدانماركية والنرويجية

بعد اعتقال المجرمين الأربعة المشكلين لعصابة القتل والترويع، وتفاعلا مع الصدمة القوية التي صعقت الشعب المغربي بفعل أيادي الإرهاب والفكر الداعشي، التي أزهقت روحي السائحتين البريئتين المنحدرتين من الدانمارك والنرويج، تنقل جريدة "أنفاس بريس" لقرائها موقف الفقيه الأستاذ أبو حفص عبد الوهاب رفيقي، الذي يتشبث بضرورة تجفيف منابع التطرف بكل أشكالها. وهذا أهم ما جاء في تدوينته.

بكل أريحية اعترف الأستاذ أبو حفص عبد الوهاب رفيقي، في تدوينة له على صفحته الخاصة بموقع الفاسبوك قائلا: "قديما كان مصطلح (تجفيف المنابع) يثير في نفوسنا كثيرا من الاستهجان، كنا نراه نوعا من التطرف المضاد الذي يؤزم المشكل وربما يفرز تطرفا أفظع". واستنتج من خلال تدوينته أن الحل اليوم في نظره للقضاء نهائيا على التطرف والإرهاب هو "تجفيف المنابع، مع ما وقع بمراكش من جريمة إرهابية نكراء حسب آخر الأخبار، أظن أنه قد حان الوقت للتفكير في هذا الحل بكل جدية".

وبقلب المواطن العاشق لوطنه قال أبو حفص "كفى من الترقيع.. كفى من محاولات التلفيق الفاشلة، كفى من الدفاع عن البيئة الفكرية المنتجة للإرهاب، كفى تساهلا مع التكفير وكل خطاب يستهدف الإنسان، كفى من الادعاء بأننا أنجزنا وفعلنا وقمنا و في الأخير التطرف ما زال بيننا، ويعشش في أدمغة كثير من أبنائنا".

وأعرب عن أمله في تحقيق هذا المطلب الأساسي لوقف نزيه التطرف مؤكدا على ضرورة "تجفيف كل منابع الفكر المتطرف. لا بد من وقفة حاسمة وقاطعة مع كل ما من شأنه إنتاج هذا الفكر البئيس". وأوضح في هذا السياق بأن التجفيف يهم: "تجفيف مناهجنا، مقرراتنا الدراسية، إعلامنا، خطابنا الديني بكل قنواته ومنابره، جامعاتنا ومكتباتنا ومؤسساتنا العلمية، من كل التأويلات والتفسيرات والاختيارات والمناهج البيداغوجية التي تنتج بلداء ومقلدين ومتعصبين".

وتساءل رفيقي في تدوينته قائلا "هل كل ما سبق له علاقة بالإرهاب؟"؛ ليجيب بالتأكيد "نعم، أقل ما فيه أنه تطبيع مع فكر الكراهية والتعصب والحقد على الآخر، وكلها قنوات نحو التطرف والإرهاب".

وعن قناعة راسخة بحكم التجربة قال محمد رفيقي موضحا أنه "حين تدافع عن المنظومة التراثية بكل ما فيها من خير وشر، وترفض أي نقد لها أو مراجعة، فأنت تطبع مع الإرهاب، لأنه ذلك المجرم يعود لتلك المنظومة فيجد فيها أن نساء الكفار حلال، وأن دم الكافر حلال، وأن سبي نساء الكفار قربة وعبادة وجهاد، وأن اليهود والمسيحين هم المغضوب عليهم والضالون، وأن الولاء والبراء عقيدة لا يصح دين المسلم إلا بها، فكيف تلومه بعد ذلك على اتباع منظومة تنافح عنها؟"

وخلص أبو حفص إلى أنه "إن لم نقم بعملية تجفيف لمنابع كل هذا الفكر، والتأسيس لقيم المواطنة والتربية عليها، بعيدا عن كل الإيديولوجيات الدينية التي أنتجت كل هذا الخراب، فستظل أرواحنا في خطر، وستبقى حياتنا تحت رحمة مجرم يريد أن يتخذ من أمننا وحياتنا طريقا له نحو مضاجعة اثنتين وسبعين من الحور العين".