من إحدى الوقفات الاحتجاجية لضحايا ودادية أطلنتيك بالمنصورية أمر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببنسليمان باعتقال رئيس الودادية السكنية المحيط الأزرق المشرفة على المشروع السكني "أطلنتيك بيتش". قرار الاعتقال تم يوم الخميس 13 دجنبر2018 بعد عملية مثوله أمام وكيل الملك بعد مجموعة من الأبحاث التي قام بها الدرك الملكي بالمنصورية وبوزنيقة بناء على قرار من الوكيل العام بالدار البيضاء، وفق الشكاية التي توصل بها من دفاع حوالي 180 مشتكيا من منخرطي الودادية السكنية المحيط الأزرق، الذين طالبوا من السلطات القضائية إنصافهم بعد فشل السلطات الإقليمية (العامل السابق لبنسليمان) في إيجاد حل لتوقف المشروع السكني؛ معتبرين أن رئيس الودادية قام بالنصب عليهم واختلس أموالهم وأصبح يماطلهم في اي تعامل. وكان الوكيل سابقا قد أمر بمنع الرئيس المعني بمغادرة التراب الوطني إلى حين إيجاد حل مع المنخرطين وتصفية المشاكل المتهم بها.
ويذكر أن المشروع السكني "أطلنتيك بيتش به 884 شقة سكنية، ويضم 974 منخرطا، وهذا إشكال كبير وقع فيه رئيس الودادية السكنية، وهوما يؤكد وجود اختلالات بشكل واضح.. يضاف إلى ذلك أن الرئيس استفاد من قرض بنكي بقيمة 14 مليار سنتيم دون موافقة المنخرطين والقانون الأساسي للودادية لا يسمح له بالتصرف في القروض بشكل انفرادي.. وبالرغم من هذه الأموال الكبيرة، فإن المشروع أصبح عبارة عن "أطلال" بسبب توقف الأشغال به منذ سنتين. وبالرغم من العديد من المساعي الحميدة من طرف المنخرطين بهدف إيجاد حلول مناسبة تعيد الحياة للمشروع، إلا أن رئيس الودادية ركب سفينة التعنت وإهمال مساعيهم.. هذا الأمر دفعهم إلى إشعال فتيل المجابهة من خلال تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية الصاخبة أمام المشروع، وأخرى نظموها صوب مدينة الرباط، إلا أن تدخل العديد من المسؤولين، كان من وراء إقناعهم بالتوقف عن مواصلة مسيرتهم الاحتجاجية.
وأغلب المنخرطين والذين يفوق عددهم 800 منخرط هم من العمال المغاربة بالخارج بالعديد من الدول الأوروبية، وبشكل خاص من فرنسا، وقاموا بإسماع صوت احتجاجاتهم لكل المسؤولين محليا وإقليميا ومركزيا، وظل أملهم منصبا على القضاء بهدف إنصافهم، وهو ما تم حاليا عبر اعتقال رئيس الودادية الذي كان راكبا التحدي ولم يرغب في إيجاد أي حل توافقي يمكن أن يعيد إخراج المشروع السكني "أطلنتيك بتيش" للوجود.
وحسب مصدر قضائي مسؤول، فإن رئيس ودادية "المحيط الأزرق" بالمنصورية سيحال على قاضي التحقيق قصد الوقوف على كل المعطيات التي بخرت آمال مئات المنخرطين الذين أصبح أملهم في التوفر على سكن مجرد حلم.
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن وداديات سكنية أخرى، بنفس المنطقة، تعيش مشاكل مماثلة بين المنخرطين والمكاتب المسيرة، وهو ما ينذر بتصعيد على شاكلة ما تعرفه حاليا الودادية السكنية "المحيط الأزرق".
إشارة أخيرة لابد منها، وتتجلى في القيمة المالية للمشروع ما بين دفوعات المنخرطين والقرض المالي فهي محددة في 29 مليار سنتيم؛ واعتبرها الرئيس كلها مصاريف، دون أن يخرج المشروع للوجود، وما بقي بذمة المنخرطين من واجبات فهو محدد في مليار وخمسة مليون سنتيم. وللودادية المذكورة لجنة معهود لها بالدفاع عن مصالح بقية المنخرطين، وتم ذلك وفق جمع عام تم تخصيصه لهذا الغرض.
.gif)
