الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:الكرة في ملعب الجزائر

عبد اللطيف جبرو:الكرة في ملعب الجزائر عبد اللطيف جبرو
توالت عدة أيام وأسابيع بعد خطاب جلالة الملك في ذكرى المسيرة الخضراء ، وهوخطاب وجه فيه الملك محمد السادس رسالة واضحة وصريحة إلى الأشقاء الجزائريين تلح على ضرورة الخروج بالعلاقات بين المغرب والجزائر من حالة الجمود واقترح الملك تأسيس آلية للتشاور والتعاون المجدي بين الطرفين.
لكن مع الأسف الشديد يبدوأن حكام الجزائر وضعوا في آذانهم مايكفي من القطن حتى لا يسمعوا ما جاء في خطاب ملك المغرب لكي لا يقولوا أي شيء للرد على الخطاب.
وكأن مستقبل العلاقات بين شعبين شقيقين وبلدين متجاورين لا علاقة لها في انشغالاتهم واهتماماتهم .
بالتأكيد أن حكام الجزائر استمعوا إلى الخطاب ومنهم ربما من أعاد الاستماع إلى الخطاب وجلس يتأمل في دلالات المبادرة الملكية ومقاصدها السياسية. ولكن مع ذلك فحسب الأخبار الجزائرية الرسمية فلا أحد من المسؤولين في القطر الشقيق اعتبر نفسه مستعدا للإفصاح عن رأيه بخصوص المقترحات التي تضمنها الخطاب الملكي .
إن حكام الجزائر قد وجدوا أنفسهم في حالة ارتباك وحيرة كبيرة أسبابها أنهم يراهنون على استمرار الجمود رغم آثاره السلبية على المستوى السياسي والاقتصادي وكذلك على المستوى الإنساني بالنظر إلى ما بين الشعبين من علاقات أخوية لم يسبق أن واجهت أزمة طويلة مثلما هو حال الأزمة الحالية التي استغرقت لحد الآن ثلاثة وأربعين سنة.
كان الرئيس عبد العزيزبوتفليقة قبل أن يصاب بوعكة دماغية شفاه الله قد أدلى بتصريح في مدينة تلمسان قال فيه بأن علاقات الجزائر مع المغرب يجب أن تبقى دائما علاقات أخوة بقطع النظر عن تداعيات قضية الصحراء التي هي قضية مطروحة على أنظار الأمم المتحدة
كان هذا التصريح يوحي آنذاك بإمكانية جعل العلاقات المغربية الجزائرية في مسار الخروج من حالة الجمود وإغلاق الحدود بين بلدين متجاورين وشعبين شقيقين.
ولا بد من التذكير بسابقة عرفتها العلاقات بين البلدين إبان تولي الراحل الشادلي بن جديد رئاسة الجمهورية. ونذكر هنا أن البلدين كانا قد اتفقا على تطبيع العلاقات بقطع النظر عما يمكن أن تعرفه قضية الصحراء من مسار سياسي.
وكون المسؤولين في الجزائر يقولون اليوم بأنهم يضعون الثقة في هيأة الأمم لإيجاد حل لقضية الصحراء فمن الذي يمنعهم من الرد على الخطاب الملكي باقتراح تأسيس آلية مشتركة للخروج من حالة الجمود والانخراط في عمل مشترك يساعد البلدين على حل العديد من مشاكلهما وأن نترك جميعا الأمم المتحدة تساعدنها على إيجاد تسوية عادلة للنزاع المفتعل حول الصحراء.
لكن المشكل هو ربما أن حكام الجزائر لا أمل لهم في التسوية العادلة وما يهمهم هو الضغط على المغرب وإن كان ضغطا يعاني منه الشعبان الشقيقان.