الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

عازف السيتار كريم قمري.. عندما يكون الفنان في خدمة الإنسانية والتضامن

عازف السيتار كريم قمري.. عندما يكون الفنان في خدمة الإنسانية والتضامن كريم قمري من أمهر العازفين على آلة السيتار في العالم العربي

أحيي الفنان عازف "السيتار" كريم قمري، حفلا خيريا يوم 13 أكتوبر 2018، بأحد الفنادق المصنفة بمدينة مراكش، وقد نظمت هذا النشاط الخيري جمعية "نادي 41"، وعرف الحفل حضور أزيد من 800 شخص، إذ استمتع الجمهور بموسيقى راقية، عزفتها أنامل كريم قمري وهو من أمهر العازفين على آلة السيتار بالعالم العربي وقد وصل صيته للعديد من دول العالم الغربي كعازف موهوب ومتمكن من آلة وترية غير عادية، تتطلب حسا فنيا وخيالا واسعا وإلماما كبيرا بالإيقاعات المحلية والعالمية والألحان الراقية والروحانية، وقد شارك إلى جانب "قمري" في هذا الحفل الخيري كل من عازف الإيقاع "زكرياء المسكابي" وفنان سينغالي متخصص في ألة ”الكورا” الإفريقية.

وقد تناغمت في هذا الحفل الفني الخيري، الإيقاعات العربية مع المقامات الهندية، لترسم لوحة موسيقية شنفت أذان الحاضرين، ورحلت بهم لعوالم الانجذاب نحو النغم والموسيقى الروحية، ومن المعلوم لدى المتخصصين في مجال تاريخ الموسيقى، أن آلة السيتار هي من أول الآلات الموسيقية الوترية التي تم اختراعها، بعد التمبورغ الكردي الذي يعتبر أقدم آلة وترية في التاريخ،  وتعني لفظة سيتار وأصلها "سه تار" الفارسية : سه : ثلاثة . تار : أوتار. بمعنى الأوتار الثلاثة. وكان السيتار يتكون من ثلاثة أوتار قبل أن يضيف آغا من الآغات وترا رابعا له، لتتطور مع مرور الزمن والسفر من دولة إلى أخرى على الشكل الذي هي عليه الآن. وقد تأثرت الكثير من الحضارات في العالم بآلة السيتار، حيث أبدع العازفون على ألة السيتار في دولة الهند، العديد من القطع الموسيقية الراقية، وتميزوا بإتقان العزف بطريقة حالمة وسريالية، تسافر بالروح لعوالم روحانية وتأسر القلوب وتـُمتع السامعين.

وللإشارة فإن كريم قمري معروف محليا ودوليا، بكونه المغربي الوحيد، الذي يجيد العزف على آلة السيتار، بشكل احترافي وبثقافة موسيقية يتناغم فيها الطابع العربي والمشرقي مع الطابع الهندي والأسيوي عموما، إذ سبق وأن أحيي العديد من الحفلات والمهرجانات داخل وخارج المغرب، كما كانت له مشاركات فنية مع نجوم مغاربة من أعلام آلة العود بالمغرب والعالم العربي، خصوصا عازفي العود (الحاج يونس) والمرحوم (سعد الشرايبي). وقد قدم كريم قمري العديد من الحفلات الفنية الخيرية بكل من المغرب والهند وأوروبا.. كان آخرها بالهند  رفقة صاحب العود الذهبي الحاج يونس وعازف الكمان أمير علي.

ويبقى الفنان كريم قمري من العازفين على الآلات الوترية المتفردين بالمغرب، لكنه يُصرُّ على عدم الظهور بوسائل الإعلام، وينخرط بشكل وفي في الأعمال الخيرية، موظفا فنه وعزفه للسيتار، لزرع الفرحة والأمل في نفوس الناس داخل وخارج الوطن، عن طريق الموسيقية الروحية ونغمات آلة السيتار الجاذبة للوجدان، إذ يرفض "كريم قمري" بشهادة من المقربين منه والفنانين الذين يعرفونه حق المعرفة، الانخراط في الأعمال الفنية التجارية السطحية، التي تفتقد للعمق والرسالة النبيلة، مُعارضا لفكرة أغاني السوق أو تسويق المنتوج الموسيقي، لكسب الربح المادي، ضدا على رسالة الفن الموسيقي التي تحتفي بالحياة وتزرع الأمل والخير في المجتمعات، وترقى بالذوق الفني وتساهم في تمثيل الوطن تمثيلا مشرفا، إذ تبقى الموسيقى الراقية، من العلامات البارزة لحضارة الأمم وثقافة شعوبها، إضافة لأبي الفنون .. المسرح.