السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

السودان.. شائعات وسائل التواصل الاجتماعي تزعج السلطات

السودان.. شائعات وسائل التواصل الاجتماعي تزعج السلطات

رغم ما أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي من فرص إيجابية وفوائد حياتية للمجتمعات المعاصرة، وما خلقته من زخم فاق في أحيان كثيرة وسائل الاتصال التقليدية المعروفة، فإنها أصبحت هاجساً أمام السلطات السودانية، لما يبث فيها، حسبما تقول، من شائعات ضارة مثلت تحدياً جديداً أمامها، لاسيما أن الشائعة يمكنها الانتقال في غضون ثوان معدودة إلى جميع الأنحاء.

لم تخف السلطات السودانية انزعاجها مما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما فيما يتعلق بتقصير الحكومة تجاه بعض القضايا، حيث أبدى الرئيس السوداني استياءه مما وصفها بالحرب النفسية في وسائل التواصل، التي اعتبرها خلال مخاطبته شباب حزبه محاولات لإحباط الناس وتضخيم المشاكل.

وتحدث عدد من الخبراء والمختصين السودانيين في منبر إعلامي بالخرطوم حول الآثار السلبية لشائعة «الأسافير»، وأجمعوا على أهمية امتلاك المعلومات والحقائق لقتل الشائعة في مهدها بجانب تفعيل التشريعات المتعلقة بالجرائم الإلكترونية لتحجيم الأضرار المترتبة على ذلك.

يشير الخبير في جرائم المعلوماتية المستشار عبد المنعم عبد الحافظ إلى أن الوسائط المعلوماتية تقدم الجانب السلبي من الشائعات وتخدمه من خلال انتشارها، ودعا للتنسيق بين الجهات العدلية والقضائية والنظامية في الحد من انتشار الشائعات المبثوثة عبر الوسائط الحديثة. وحذر عبد الحافظ من خطورة الشائعة بوصفها واحدة الجرائم الإلكترونية ذات التأثير المجتمعي، ما يتطلب سد الفراغ التشريعي وإصدار قوانين لضبط تلك الوسائط.

ويرى مدير إدارة أمن المجتمع بجهاز الأمن والمخابرات السوداني، العقيد علي جادين، أن الشائعات التي يتم إطلاقها في السودان تهدف لخلق رعب وهلع وسط المجتمع، وصناعة الندرة بالنسبة للشائعة الاقتصادية. ولفت إلى أهمية التنسيق بين الأجهزة الأمنية والنظامية للحد منها، خاصة أن تطور وسائل الجريمة الإلكترونية يحتم تطور وسائل مكافحتها من خلال طرق عدة أهمها توفير المعلومات الحقيقة في وقتها ووجود قوانين وتشريعات رادعة.

ويطالب عبد المنعم عوض الهيئة السودانية للاتصالات بوضع تدابير للحد من انتشار الشائعات على المستويين الرسمي والشعبي، حيث يقع على عاتق الجهات الرسمية توفير المعلومات وتصحيحها بمجرد ظهورها، كما يتوجب على المجتمع التأكد من صحة المعلومات قبل تداولها، بالإضافة إلى تفعيل الجانب القانوني والتشريعي من خلال تعديل قانون جرائم المعلوماتية لعام 2018، بجانب التوعية بمخاطر الاستخدام السالب لوسائل التواصل الاجتماعي.

وأرجع استشاري الطب النفسي، علي بلدو، انتشار شائعات وسائط التواصل الاجتماعي في السودان إلى أن الحياة الروتينية والشعور بالملل والضجر، بالإضافة إلى الوضع النفسي، ما يؤدي إلى الرغبة في الإثارة وإطلاق الشائعات، مشيراً إلى أن أبرز أهداف الشائعات بث روح معينة تجاه موضوع محدد، بجانب أنها أصبحت وسيلة للتخلص من أي منافسة في سوق العمل، كما أصبحت وسيلة لتصفية الحسابات شخصية، غير أن "بلدو" أكد أن الشفافية وتمليك المعلومات وكيفية التعامل مع المجتمع من قبل السلطات عوامل مهمة للحد من الشائعات.

(عن "البيان" الإماراتية)