الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: وإذا الطالبة حياة سئلت بأي ذنب قتلت؟

صافي الدين البدالي: وإذا الطالبة حياة سئلت بأي ذنب قتلت؟ صافي الدين البدالي
قتلت الطالبة حياة ، فاسألوها كيف قتلت ؟ لقد قتلت في البحر كيف، و كيف قتلت ؟ . لم تنتحر هربا من القدر، بل ركبت البحر هروبا من الحكرة و الفقر، لم يبق لها أمل في وطن ظل يتنكر لأبنائه وحكامه ينهبون أمواله و ثرواته و لا رادع لهم .
ركبت حياة الزورق الشبح هربا من" الحكرة" فقتلت، و من الظلم الحكومي و الإجتماعي فرت فقتلت، لكنها كيف قتلت ؟
قتلت برصاص وطنها، نعم قتلت "حياة " برشاش وطنها،لأن "حياة" لم ترض عقود الشغل بالخليج لأنها عقود استغلال و استعباد و النيل من كرامة الفتاة المغربية، حياة لم نرد أن تبيع جسدها للمترددين على البلاد من شواذ و مكبوتين من أصحاب العقال الخليجي، و فضلت العمل و الكد في بلاد ما وراء الأبيض المتوسط حيث يحترم الإنسان و يقدر حقوقه و يحميه من الاستغلال، لكنها في طريقها إليه قتلت .
حياة فضلت عيشا يصون كرامتها بعد أن أصبحت كرامتها و كرامة الشباب و الشابات الباحثين عن الشغل في المزاد السياسي في هذه البلاد و بعد أن أصبحت الحكومة تبيع الوهم للشباب، لكنها قبل تحقيق حلمها قتلت.و كيف قتلت ؟
هل لأن ربان الزورق السريع رفض الامتثال لأمر بالتوقف الصادر عن وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية ؟ أم أن في الزورق رجالا مسلحين ؟ لقد قتلت رميا بالرصاص ، و هل يقتل بالرصاص من هو أعزل ؟ إنها جريمة فوق العادة و أبطالها القيمون على الشأن العام في هذا الوطن و لوبيات الفساد و نهب المال العام و أباطرة اقتصاد الريع و شبكات تهريب المخدرات و البشر و العملة الوطنية . فكيف يرد الإعتبار لأسرة الشهيدة و إلى أهل تطوان ؟ هل بمحاكمة من أطلق الرصاص ؟ أم بمحاكمة ربان الزورق ؟ أم الذين أطلقوا الرصاص على أناس عزل ؟ أم البحر ؟ أم شبكات التهريب ؟ من تجب محاكمتهم إذن ؟
إن المحاكمة يجب أن تشمل الجميع بدءا من الذين أطلقوا الرصاص و الذي أمرهم بذلك إلى رئيس الحكومة و وزير التشغيل و وزير التعليم و وزيرة الشؤون الإجتماعية إلى وزير الداخلية و كل من له علاقة بالموضوع حتى لا نفاجأ بطي الملف بتقديم ضحايا أبرياء، كما تم ذلك في ملف محسن فكري بالحسيمة.
                           - صافي الدين البدالي، فاعل حقوقي وسياسي