محمد المرابط بالتزامن مع صدور مقال:"هل أزمة حراك الريف من أزمة البوشتاوي والمحدالي؟"،كانت صورتي وبهذا العنوان:"هل أتاكم خبر حديث السفاهة؟ محمد المرابط وموقع "أنفاس بريس" أنموذجا"،على جدار الأستاذ رشيد المساوي، إطار "تربوي"، ومهتم بالمتابعات الثقافية بـ"أصوات الريف"سابقا.
ومن جملة من إنضاف لهذه المأدبة في نهش الأعراض،الأستاذ محمد المساوي مدير موقع "أنوال بريس"،والسيد محمد حميش من جمعية يوبا للثقافة والتنمية بطنجة، والأستاذ خالد البكاري إطار "تربوي"، ومهتم باحتجاجات الريف وجرادة من موقع "البديل الحضاري"، وآخرون.وبهذا تكون "كمونة" إمزورن الفايسبوكية، تتكون من شتات الأصولية واليسار غير المنظم والحركة الأمازيغية .
وللحقيقة، فليس لدي فيما أعلم أي خلاف مع هؤلاء الأفاضل،فنظرتي إليهم وللكثير من غيرهم فيها الكثير من احترام الخصوصيات الإديولوجية للغير.وكان بإمكانهم إذا كانت ثمة اختلافات معتبرة،التعبير عنها بغير مسلك الغيبة والنميمة،ولهم من المؤهلات ما يسمح لهم بتحمل المسؤولية في النقاش العمومي.لكن يظهر أنه إما حركتهم دوافع الانتصار للأستاذ المحدالي، أو أن 'التقية" قد انفلتت من عقالها وقد أزعجها سعينا من أجل الحل السياسي لملف الحراك.وكل هذا سيخضع للافتحاص.
1-سألتفت أولا،إلى أبناء قبيلتي من شتات اليسار الفوضوي والحركة الأمازيغية، مادام صاحب المأدبة يرى أني أستحق "التحليل الجيني"،حيث سأتعاطى مع ما سطرت أيديهم من تعابير السب والسخرية والسفاهة، برؤية تركيبية،حتى لا يتم السقوط في مستنقع التنابز بالألقاب، فأقول:إن قبيلة بني ورياغل هي الكبرى بالريف الأوسط، أنجبت رجالا في الولاية والصلاح والعلم والآداب والاقتصاد والقانون والطب والهندسة والسياسة،لكن ما نلاحظه اليوم من خلال طغيان الاحتراب الداخلي،أنه جاء من بعدهم خلف أضاعوا رصيد القبيلة في كل شيء،فكرسوا الانقسامية فيها بشكل لا مزيد عليه.والأدهى أنهم أظهروا جرأة غريبة على استباحة ذمم الآخرين.وقد طغت هذه الفصيلة،على وجوه الفضل في هذه القبيلة.هذا السلوك المرضي،يشتكي منه الورياغليون أنفسهم،فما بالنا بإخواننا في باقي القبائل؟ومما يروى أن شريف سنادة كان لا يكترث في الانتخابات بمنافسيه من بني ورياغل، بل يحسب الحساب لغيرهم فقط،لأنه يعلم القدرة العجيبة لبني ورياغل على التدمير الذاتي بينهم.لذلك فالمخزن لن يكترث كثيرا بوسواس الزعامة لدى بعض نخبة القبيلة،وهو يرى أن "بأسهم بينهم شديد".
ولعل السبب في بروز هذه الآفة،هو إقبار أدوار الزوايا التقليدية بإمرابضن(سيدي عيسى،سيدي يوسف،سيدى امنحد أوموسى..)،وغياب التأطير الديمقراطي للوسائط العصرية.وأقول لهؤلاء المتفكهين بالانتروبولوجيا،لماذا يوجد خمس إمرابضن /السادات،كنواة في قلب قبيلة آيت ورياغل؟وأكيد أن في إجابتهم سينتقلون الى "التفكه" بالإبستيمولوجيا.ونظرا لغياب المرجعية لدى هذا الجيل،أصبح بإمكان كل وافد أن يخترقهم بسهولة،يكفي أن يجاملهم بالقول، بأنهم ينطحون الحجر،وأنهم شعب الله المختار،حتى يفسحون له في المجالس ليقوم فيهم خطيبا لحساباته.أما إذا جاءهم حكيم منهم ونصحهم،فسيتهمونه ب"العياشي"أي بالعمالة للمخزن.ولذاك فالعقلية الورياغلية مهيأة لجميع أشكال الاختراق والتلاعب.ومن باب الملاحظة فإن ما فعلته نخبة بني ورياغل بنفسها،لم تفعله نخبة إبقوين وصنهاجة السراير،على سبيل الذكر.
2-والآن ألتفت إلى الأستاذ البكاري،فمساهمته في "كمونة" امزورن الفايسبوكية،لها طعم خاص،وهي تكشف المستور من وجه آخر بقوله:"أنا دافع عني في مقال حين هاجمني يوبا الغديوي في لايف.فوقعت بين كماشة يوبا وسندان المرابط.ولم أرد لا على المهاجم،ولا على المدافع،ههه.".
وأضاف:"المشكل أن يوبا رفع من قيمتي وسماني مثقف القصر،ههه.جا المرابط وهو يهبط الكراد اعتبرني مثقف القوى الديمقراطية،ههه.أي أحزاب يسارية ضعيفة،ههه.شتيمة يوبا كانت أفضل،ههه".
ما سيلاحظه القارىء أن البكاري يفصح بشكل عرضي عن طبيعة اصطفافه في حراك الريف،حيث يستبطن مواقف عدائية تجاه الديمقراطيين،ومؤيدة للجمهوريين. فقد كان يفترض فيه وقد اتخذه أصحابه حكما،أن يحفظ حق الغائب،على الأقل كما فعل مع الأستاذ عبد العالي حامي الدين، المتهم في اغتيال الشهيد أيت الجيد ،لما كتب:"هل حامي الدين قاتل أيت الجيد"؟فقدم مرافعة قوية في نصرة براءة الأخ في الله،في حين لم يحفظ الود للمخالف.
والمثير للانتباه أنه مع هذا الاصطفاف مع الجمهوريين، تسمح له إدارة السجون بزيارة المعتقلين، في وقت تمنع ذلك عن الدكتور التدموري الذي يملك أكثر من مسوغ لزيارتهم.وهذا يبين طبيعة التحالف المخزني الأصولي من أجل صفقة في حراك الريف،والتي نهضت وتنهض بها وساطات الأساتذة :زيان وعيوش والبكاري.
و يبقى الهدف من إثارة نازلة "حديث السفاهة" لكمونة إمزورن،هو الارتقاء بالاختلاف إلى مصاف مسؤولية العقلاء، والتحسيس بدقة المرحلة التي ترجح جامع الانتماء المشترك للأفق الديموقراطي لدمقرطة المجتمع والدولة."أم على قلوب أقفالها"؟
