الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

كيف تحولت مواقع التواصل الإجتماعي إلى مصب لفيضانات "المكابيت"..!

كيف تحولت مواقع التواصل الإجتماعي إلى مصب لفيضانات "المكابيت"..!

منذ أن طلع الإجماع الكوني بقرار اعتبار العالم "قرية صغيرة" نتيجة ما يواكبه من تطور تكنولوجي على عجلة نمو لا ترضى التوقف، فتحت الحدود بين مختلف الدول، وترك جانبا ما يفرق بينها من تباينات لغوية ودينية وعرقية وسياسية وثقافية لتلتقي حول صفحات تواصل اجتماعية. والمغرب، لا يمكن بأي حال فصله عن البلدان التي بصمت على انخراط محموم في هذا الفضاء الافتراضي. وإن كان السؤال المتزامن والملح هو: بأي مستوى، وأي تصور، وأي مغربة؟. خاصة وأن البحث صار استعجاليا لإيجاد الجواب الشافي في ظل كم الفيديوهات المخلة للحياء التي تنشر بشكل يومي، أبطالها مواطنون يفترض التزامهم بمبادئ وأخلاق ودين وأعراف كذلك. لكن، يلاحظ وكأن أبواب جميع المواضيع والقضايا أغلقت في وجوههم إلا تلك التي تحملهم إلى العالم "البورنوغرافي" ونزواته..

بعد أن هبت الكائنات الافتراضية ومنذ سنين إلى ترصد حركات وسكنات غيرها، لتنشرها تحت عنوان "فضيحة". أصبحت الأخيرة توقع بأسماء أصحابها، وهم لا يتوانون في كشف أسرارهم على الملأ دون أي وازع ديني أو أخلاقي. طالما أن مساوئ خرجاتهم تلك لا تبقى منحصرة في شخوصهم، وإنما تتعداها إلى حشد المتصفحين بمختلف أعمارهم ومستوى تفكيرهم وتفاوت قدرات تفاعلهم.

وفي هذا السياق، تحولت المواقع إلى مرتع للإيحاءات الجنسية، وسوقا مجانية للتداول فيما تحت الحزام. "إلى أن أصبح يهيأ لك وكأن الجنس هو الانشغال الأول والأخير للمبحرين"، يقول يونس، البالغ 32 سنة، قبل أن يزيد بأن لا أحد ينكر الميول الغرائزي للإنسان عموما، إنما يظل لكل مقام مقال، ولا يصح التطرق بتلك الطريقة الفاضحة لمواضيع معروفة بحساسيتها في مجتمع تحكمه تقاليد وأعراف لا يجوز القفز عليها تحت أي مبرر.

واستغرب عزيز، البالغ 46 سنة، لمن يقدمون على التشهير بأنفسهم قائلا: "فكرت كثيرا حتى أجد مصوغا منطقيا لأصحاب تلك الفيديوهات، غير أنني عجزت. وهذا ما أدخلني في دوامة الشك فيما إذا كان هؤلاء بكامل إمكانياتهم العقلية، أم أنهم يعانون من خلل ما"، مسترسلا بأن الجميع درج على تخوف الغير من تسرب سر من أسراره، بينما أبطال الفضاء الأزرق الجدد يسارعون الزمن لنشر أكبر عدد من أدلة تورطهم.

وحتى إذا لم يبلغ الموقف تعرية ما يستوجب الحفاظ على كتمانه من تفاصيل حميمية، فإن إعلان باقي الأحداث أول بأول أضحى عادة ثابتة وإن تعلق بـ"أنا غاديا ننعس"، وبعدها "أنا دابا فقت وغندخل للطواليط" مرفوقة بصورة لإبريق شاي إلى جانب قطعة خبز وطبسيل زيت العود، أو جزء من "كيكة" لا تتردد في الإشارة إلى أنه من صنع يدها. كل هذا قبل أن تخبر بأنها على موعد مع طبيب الأسنان. تطفئ الحاسوب وأملها في أن تعود وعشرات "الجيمات" على صورة "كيكة"، وإلا حرمت جمهور الفايس من التقاط صورة مائدة الغذاء.

تفاصيل أوفى مصحوبة بآراء أخصائيين في العدد الحالي من أسبوعية "الوطن الآن"