الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

عن المراهقة النقابية و العبث بصحة المواطنين بورزازات (الحلقة الأولى)

عن المراهقة النقابية و العبث بصحة المواطنين بورزازات (الحلقة الأولى) المركز الاستشفائي الإقليمي لورزازات

تعيش الساحة الصحية بمدينة ورزازات وضعا غير صحي و تطورات يستعص فهمها و الاقتناع بالأسباب التي تروج لها الجهة التي تقودها.

فقد دعا مكتب نقابي الجراحين إلى توقيف العمل بالبرنامج في المركب الجراحي بكل من مستشفيي سيدي حساين و بوغافر لمدة غير محدودة بدعوى انعدام الشروط المادية للعمل، و اعتبر العمل به غير ممكن و يشكل خطرا على صحة المرضى و المرتفقين.

و استغرق هذا الوضع غير العادي و غير المفهوم ما يزيد عن شهرين ما ألحق أضرارا بليغة بمصالح المواطنين و بوضعهم الصحي الهش و المزري أصلا.

لقد علمنا من مصادرنا أن قرار المكتب النقابي هذا لم يكن بإجماع كل الأطباء الجراحين، و نحيي بالمناسبة مواقف و تضحيات من وقفوا إلى جانب الصالح العام و مصلحة المواطنين، المرضى منهم على الخصوص، رافضين الانسياق وراء قرار غير محسوب العواقب، لا يعتمد حسب تقديرهم على أسباب موضوعية، بل رأوا فيه نزعة واضحة إلى تصفية حسابات شخصية، لا تتعدى حدودها الصراع القائم بين رئيس الفرع النقابي و إدارة المستشفى، و الدليل على ذلك محتوى البلاغات التي صدرت إلى حد الآن عن هذا المكتب النقابي و التي جعلت من الصراع مع الإدارة لازمة يرددها أحيانا خارج السياق و بدون مبرر مقنع إلى درجة الهوس و الانفعال البعيدين عن العمل النقابي الرصين .

وتفيد تحرياتنا أن المركب الجراحي موضوع الصراع كان و ما يزال كما هو، لم يفقد تجهيزات من شأنها استحالة العمل به كما لم يتعزز بتجهيزات جديدة يبدو أن المسؤولين في انتظار توصلهم بها .

وهنا مربط الفرس و مكمن الدافع الرئيسي لكتابة هذا المقال و الذي ستتلوه مقالات أخرى في قادم الأيام فغرضنا الأساسي إذا هو طرح عدد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي تحرك الصراع و تؤزم الوضع الصحي بالمدينة ، و ذلك من خلال الملاحظات و التساؤلات التالية.

في ما يخص الملاحظات :

1 - إذا كان المركب الجراحي لا يقل تجهيزا ولا يزيد عدة و أدوات عن باقي مستشفيات المملكة، وكانت تجرى العمليات في نفس الظروف الصحية في مؤسساتنا الوطنية ،منذ سنوات.

2 - إذا كان قسم المستعجلات يستقبل أغلب الحالات التي تجرى لها العمليات في نفس المركب و في نفس الظروف (صحيا و سلامة) كالعمليات المبرمجة .

3 - إذا علمنا أن المركب الجراحي في المراحل الأخيرة من التوسعة و يرتقب وصول التجهيزات الضرورية التي أرسلت اللوائح بشأنها .

4 - إذا حللنا ـولو أولياــ الخطاب النقابي للفرع من خلال محتوى و توجه البلاغات الصادرة عنه و الذي لا يظهر فيه الربط الموضوعي و المنطقي بين المشاكل المثارة و الموقف المتحامل من جهة معينة ( إدارة المستشفى)، مما يجعل هذه البلاغات تسعى كل مرة إلى إيجاد أدنى الذرائع لإسقاط الطائرة .

5 - إذا كان الفرع النقابي قد أعلن الإضراب عن العمل بالبرنامج قبل شهرين، وقرر استئناف العمل مؤخرا في نفس ظروف الإشتغال التي كانت سائدة قبل الإضراب و ما تزال قائمة بعد قرار الإستئناف، مما يلغي و يكذب فكرة استحالة العمل في المركبيين الجراحيين، و يجعل أصحابها في تناقض كبير.

بناء على هذه الاعتبارات و غيرها يحق للمواطن الورزازي و كل مسؤول و مهتم بالشأن الصحي بالمنطقة أن يتساءل :

أ) ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الصراع المفتعل؟

ب) من له مصلحة في تأجيج الوضع و زرع الفتنة في مدينة تدل تسميتها على طابعها السلمي و الآمن (ورزازات : المدينة الآمنة التي لا تعرف الفتن)؟

ج) من يعبث بصحة المواطنين بحرمانهم من خدمات طبية ضرورية في منطقة بعيدة و هشة، و غالبية سكانها فقراء؟

د) كيف نفسر استحالة العمل في مركب جراحي، ثم إمكانية ذلك في الوقت الذي لم تتغير فيه و لو حبة خرذل، إن لم يكن ذلك بالعبث و المراهقة النقابية و الاستخفاف بصحة المواطنين؟

ه) ما موقف المكتب الوطني للنقابة من مراهقة أفراد فرعها بورزازات؟ ولماذا لا تحرك ساكناً في سبيل تجنب ما لا تحمد عقباه و الحفاظ على سمعتها؟ و للحديث بقية لأن المجتمع المحلي لا يمكن استبلاده أو مغالطته إلى ما لا نهاية، و حبل الكذب قصير.

يتبع...