الأربعاء 17 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:على هامش مهرجان كناوة بالصويرة

عبد اللطيف جبرو:على هامش مهرجان كناوة بالصويرة عبد اللطيف جبرو
من أغرب ما كتبه أحد الفيسبوكيين في تدوينته بأن أهل الصويرة لا حاجة لهم بمهرجان كناوة، لأنهم محتاجون للتأكيد إلى من يأتيهم بفرص العمل.
في الحقيقة، فأبناء الصويرة ليسوا وحدهم في حاجة إلى مشاريع إنمائية وإلى استثمارات كفيلة بإيجاد فرص الشغل، ولكن في انتظار هذه المشاريع لايجب أن تتوقف الحياة في أي مدينة من المدن المغربية.
ومن حسن الحظ أن الصويرة تتوفر على العديد من الإمكانيات والعوامل التي تجعل السكان يعرفون كيف يمارسون الحياة. فعلاوة على الموقع الجغرافي للصويرة كمدينة محاطة بشواطئ الأطلسي، هناك مآثرها التاريخية وهناك مهرجان كناوة الذي يجعل المدينة تستقبل عشرات الآلاف من الزوار والسواح المغاربة والأجانب.
وفي كل سنة تكون أيام وليالي مهرجان كناوة بداية لموسم سياحي يستمر عدة شهور.
هذا الإقبال الكبير للزوار والسواح يعرف قيمته الحقيقية العديد من فئات المجتمع المستقر بمدينة الصويرة حيث تزدهر الحركة التجارية سواء على مستوى ترويج المواد الغذائية أو منتوجات الحرف التقليدية المحلية.
هذا علاوة على الرواج الذي تعرفه المطاعم المختلفة سواء منها الخاصة بالسمك والمستقرة في الميناء أو مطاعم ومحلات بيع الأكلات الخفيفة الموزعة عبر أزقة ودروب المدينة أو حتى المطاعم الفاخرة المطلة على الشاطئ.
ثم هناك الفنادق من مختلف درجاتها ومعها المنازل التي تتحول في الموسم السياحي إلى بيوت للضيافة والإقامة لعدة ليال.
هذه كلها مجالات متعددة للحياة الاقتصادية التي ازدهرت في الصويرة منذ أن بدأت تحتضن مهرجان كناوة لا فقط كتظاهرة فنية، بل هي مبادرة لجلب العديد من الزوار والسواح.
وأكبر دليل على نجاح دورات المهرجان السنوي لكناوة في الصويرة هو أن المدينة تستقبل أيام المهرجان وما بعده جماهير غفيرة بدون أن يؤثر ذلك على حفظ الأمن والنظام والنظافة وغير ذلك من مميزات المدينة.
لذلك يحق للإنسان أن يتساءل هل الذين يعارضون إقامة مهرجان كناوة السنوي في الصويرة ، هل هم على علم بمدى ترحيب سكان المدينة وإلى أي حد يعبرون عن أفراحهم وسعادتهم خلال أيام وليالي المهرجان. مقارنة مع الأحوال المتردية التي كانت عليها الصويرة قبل أن يفكر المسؤولون في مبادرة اختيار الصويرة كمدينة لإحياء هذا التراث الشعبي.
ومع ذلك، فهذا لا يمنع التطلع إلى مجيء مشاريع إنمائية تتولد عنها مناصب الشغل لأبناء وبنات المدينة الجميلة. ولاحاجة إلى القول بأن أصحاب الاستثمارات يفضلون إنجاز مشاريعهم في مدن تتعدد فيها أسباب الحياة المزدهرة.