الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد أجغوغ: جيوش العدالة والتنمية تظهر حقيقتها السياسية تُجاه المؤسسة الملكية

محمد أجغوغ: جيوش العدالة والتنمية تظهر حقيقتها السياسية  تُجاه المؤسسة الملكية

سبق لنا أن تكلمنا في " أنفاس بريس" وفي مقالات مختلفة عن الماهية ألسياسية الحقيقية للمطالب ألدفينة عند الاخوان المسلمين في حزب العدالة والتنمية أو التنظيمات الاسلامية الموازية بما فيها حتى تنظيم العدل والإحسان وكما يقول المثل ليس في القنافذ أملس، فإن جل هذه التنظيمات يستقر خطبها السياسي الأول والمستتر في إسقاط صفة إمارة المؤمنين عن المؤسسة الملكية في المغرب إضافة إلى مزاحمة المؤسسة ألملكية للتنازل عن عدة اختصاصات ، أما بينتي ودليلي عن ما أكتب هو استحضار وامتحاص التجارب السياسية لهذه ألحركات ألإسلامية في العالم كما يجب استحضار جميع ألاوراق ألاديولوجية لهذه الحركات في المغرب وآخر ما يمكنه امتحاصه امتحاصا سياسيا دقيقا هو تسجيلات فيديو لبرلمانيين في حزب العدالة والتنمية يقولون نحن قادمون لتثبيت دين محمد وكأننا لسنا دولة إسلامية أكثر من 14 قرن ، كما أنني قمت بتفحص دقيق لما تدعو وتنادي ما يسمى بفرسان العدالة والتنمية من حشد لمسيرة مليونية ضد جريدة آخر ساعة والمحسوبة سياسيا على حزب الاصالة والمعاصرة على خلفية نشر مقال يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم ، خطورة الأمر تكمن في كون الكثير منهم ذهب في اتجاه مطالبة أمير المؤمنين الملك محمد السادس بضرورة حماية قدسية الرسول من هجوم هذه الجريدة وإن لم يفعل فهو إذن وفقط الملك.
قلنا وركزنا في مقالات كثيرة أن الصراع السياسي والمرجعي القائم بين حزب الاصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية لا ترى فيه جميع الحركات الاسلامية في المغرب صراعا مع حزب الاصالة والمعاصرة بل صراعا سياسيا مع مستشار ألملك فؤاد علي الهمة وبالتالي مع المؤسسة الملكية...أما اذا استحضرنا الانتصارين السياسي والاديولوجي اللذين حققهما حزب العدالة والتنمية ما بعد انتخابات 7 اكتوبر ،الانتصار السياسي على حساب حزب الاصالة والمعاصرة والانتصار الاديولوجي على حساب احزاب الكتلة التي اعلنت حقا عن وفاة المد اليساري والاشتراكي في المغرب بل في العالم أسره والذي يعتبر النقيض الرئيسي والغريم السياسي لمرجعية الحركات الاسلامية في المغرب فسوف نستنتج ونستخلص أن الطوفان السياسي في المغرب آت لا ريب فيه. أما الحلول التي أراها أكثر نجاعة سياسيا فيمكن استخلاصها من خلال استحضار تجربة هيمنة وتسلط حزب الاستقلال على المؤسسة الملكية في الخمسينات والسياقي السياسي لظهور حزب الحركة الشعبية.