الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

أمين لقمان: شعب يقظ... وملك حازم

أمين لقمان: شعب يقظ... وملك حازم أمين لقمان

كم تحتاج المدن والأقاليم والجماعات والإدارات من إدريس جطو.

 وكم نحتاج من الغضبات الملكية ومن لجان التحقيق والتقارير.

وكم يحتاج الوطن من الاحتجاجات والشهداء والمعتقلين والضحايا والمقاطعات والاضرابات والصرخات والآهات..؟

 كم نحتاج تقريبا تقريبا...

لسنا في الصين بلد المليار ونصف...

نحن في المغرب.

فقط

نحتاج

إلى

شعب يقظ

وملك حازم

وقانون يسمو فوق الجميع..

سنحقق المعجزات

ستدرس فاطمة في جبال الأطلس..

وتجد سريرها للولادة يامنة..

سيجد عمي إبراهيم شغلا لأبنائه الأربعة..

سيحمي الجنود حدود بلادنا..

سنغذي شعبنا وبعض العالم و الجيران..

سيعود أبناؤنا من شظف العيش في الغربة الموحشة..

ستعود بناتنا إلى دفئ البيت بعيدا عن خبز مكابيت الخليج وقساوتهم..

سيلعن دعشاؤنا أبو بكرهم البغدادي..

سنحرص ثروات شعبنا بحورا وفوسفاطا ومعادنا ونعدل في تدبيرها.. ونوزع الطماطم والبرتقال والتفاح على العالم..

ونوزع التين والزيتون والرمان على محاجير الجيران..

وسيقصد دولتنا كل شعوب العالم في مراكش والداخلة وأكادير وطنجة..

لن تفلس مقاولاتنا ولن يحتكر رجل سلطة طموحات شعبنا

ولن تتكدس سجوننا بضحايا التطرف والانحراف..

ولن يبيعنا الوهم تاجر دين

ولن تتحول مستشفياتنا إلى قنطرة للمقابر

ولن يدخل السجن غيور محب لوطنه..

لن يتعلق بعضنا بأردوغان أو الأسد أو ماكرون أو السيسي أو رئيسة ألمانيا..

سنتعلق بملك ديمقراطي حازم..

سنتلحف بالحمراء ذات النجمة الخضراء..

سنطلق البحث العلمي ونشجع الهندسة الوطنية وندعم الابتكار والمهن الطبية..

ولن ترقص بنا أمريكا ولا فرنسا أو روسيا..

فقط قليلا، قليلا.

شعب يقظ وملك حازم وقانون يسمو على الجميع. سينطلق مغرب جديد، مغرب التعدد الثقافي واللغوي والجغرافي مغرب الصناعة والعلم والتفوق مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية..

أما آن الأوان لنغلق قوس الانتقال والاحتجاجات والرصاص والمخزن والرشوة ونهب المال العام والصراعات والهواتف والإقصاء والقفة والبرنامج العمودي والأفقي وشبه المنحرف وكل اللغط والتفاهات المرتبطة...

لقد آن الأوان لكي نتزلزل ونعيش الزلزال الأكبر، فقد تأكلنا ذئاب العالم وتأكل تاريخ 14 قرنا من تاريخ أمة.

أما آن الأوان لتجديد النخبة السياسية ودمج الأطر المبعدة..؟ أما آن الأوان لينصرف التجار إلى تجارتهم والفقهاء إلى محاريبهم..؟ أما آن الأوان لتتصالح الدولة مع شعبها والشعب مع وطنه والوطن مع أبنائه..؟

هل قدرنا بعد سبعين عاما من الاستقلال أن نضيع الوقت والجهود والإمكانيات ونقلب البرامج ونجري الانتخابات دون أن يتغير من حال أمتنا شيء..؟

لابد أن في بلادنا من يتحسر قلبه، ولابد أن أولاد الناس والخير كثر، ولابد فينا من أصحاب الضمائر والأيادي البيضاء... ولابد لنا أن ننهي هذا المسار الأعرج، ولابد لنا أن نقطع هذا الطريق ونوقف هذا الكابوس..

آن الأوان للانطلاق وإعادة البناء، آن الأوان لينجلي الليل، ولينكسر القيد.... آن الأوان لندخل العشرية الثالثة من القرن 21 بشعب يقظ وملك حازم ونخبة وطنية كفأة ونزيهة.