قيل عنه محلل سياسي، كما كان طيلة مدة البرنامج ينادى بالدكتور من لدن المنشط التلفزي. إنما الأكيد أن كل من تابع الحلقة التي بثثت، ليلة أمس السبت 15 أكتوبر 2016، على إحدى القنوات الجزائرية من برنامج "كل شيء سياسة"، سيأخذه اليقين بمدى فقر الرجل لأي مخزون معرفي ومنه السياسي حتى ينعت بتلك الصفات، خاصة وأن موضوع اللقاء كان حول قضية الصحراء المغربية.

ولعل ما كان سبب إثارة موضوع الحلقة تصريح زعيم ما يدعى بـ"البوليزاريو" الأخير الذي انتقد فيه بشدة ما أسماه وقوف فرنسا إلى جانب المغرب في هذا الملف. لذلك كان استدعاء ذاك الذي يقال عنه محللا سياسيا ليدلو بدلوه في الموضوع. وبعد تجاذب الحديث لدقائق لم تف بأي جديد لتكرار عبارات مصكوكة عفى عنها الزمن. وعقب الفشل في طرح معطيات موضوعية ومنطقية. جاء سؤال مقدم البرنامج لـ"المحلل السياسي" حول رأيه في الدواعي التي قد تدفع بفرنسا إلى مساندة المغرب ضد كل من يعارض مقترح الحكم الذاتي. وهنا كانت الصدمة المشمولة بالتفاهة وعقم التفكير، إذ أجاب ومن غير تردد: "طبعا هناك مصالح لباريس تجدها في المغرب"، وحين قاطعه الصحفي بطلب تقديم نموذج على تلك المصالح كدليل، قال وكأنه يصنع التاريخ: "أتدرون يا مشاهدين.. أتدرون أن جميع السياسيين الفرنسيين وعلى رأسهم فرانسوا هولاند يستفيدون من نقل القنوات الأجنبية مجانا كهدية من الملك محمد السادس لما يكونون في زيارة للمغرب..؟".

تعليل "المحلل السياسي" الجزائري وبقدر ما يبعثه من أسباب الضحك والسخرية، فإنه يصيب في المقابل بالغثيان لما بلغه مستوى طرح القضايا الحساسة وتشريحها من أناس يفترض في تقييمهم التعقل قبل "التبناد" أمام الفضائيات لمخاطبة العقول.