الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد االلطيف برادة: أوراق ألف وجه ووجه

عبد االلطيف برادة: أوراق ألف وجه ووجه عبد اللطيف برادة

 أنصتي أيتها الديمقراطية إلى صيحاتي

  أهديك اليوم  كل أوراقي

إسمعي إلى أغاني الإفريقية ونبرات قلبي وهو يدق كالطبل

 إسمعي حنجرتي تتغني بأسماء  كل من استشهد من أجل الغد

 ها هم رفاقي يرفعون الأعلام يتقدمون وسط زحمة كلماتي

أناشيدي لك وللأرض والوطن ومن أجل الحب

 لك وحدك كتبت أناشيدي الثائرة يا عاشقة الشعوب من دون استثناء

ولك أنت وحدك مزجت بعرقي عبق الورد

إسمعي أيتها الديمقراطية هاهي نبرات صوتي

 لك أغني وللوطن وللسماء والأرض

لك أغني وأرقص رقصة الأطلس

لك ولكل الشعوب التي تنهض من أجل يوم سيذكر من دون أدنى شك

معك سأتقدم لكي أقهر الظلم والظلام بنور السماوات السبع و الإله القدوس

ومعك قد أقهر الأنانية المتجذرة في عمق الّإنسان كالحجر الصلد

 معك سأقهر الطغاة وكل من يتجبر

أقهر الفرد الذي طغى على الجمع

أتقدم كشاعر حر كي أرسخ التقدم والمساواة والإيخاء بين الشعوب

أمتد بين الشعب والشعب والقبيلة جسرا و الأقطار البكر

كما أنت سأكون منارة الشعوب التي لا تحطم

سأكون من أجلك شاعر المرأة والرجل معا

 ها هم متعادلان رفيقا الدرب وليس أعداء كما كان الأمر

معا ينشدان الجنس المتحرر من الجهل والإفتراء

 من غير لؤم أناشدكم أيها الشعوب المنتفضة الحكمة والعلم

يد في يد

الرجل والمرأة يتقدمان معا

 ينشدان الرقى من أجل غد أفضل

أحتفل بك اليوم أيتها الديمقراطية. أنت الأخت التوأم للحرية

أنشدك ولا حكم لي على من يعارض حق الشعب لان الحكم بيد الشعب

ها أنا أتقدم من أجلك لا أتراجع عن قصدي

لا ألتفت إلى تفاهات القول

 أنظر كما تنظرين أنت إلى جوهر الإنسان و لايعنيني الشكل في شيء

أقدس الجسد وأنا اعلم أن الروح هي المعجزة التي لا تدرك

 اما الجسد سيموت ويدفن ويبعث يوم يبعث إلى البرزح

الجسد يستسلم شيئا فشيئا  يتحول إلى عدم

كذكرى ستحمل الروح كل العقائد والأوهام التي لا تنفع إلى حيث سيحرق كل شيء سوى الحق

أيتها الحالمة بحرية الشعوب من أجلك قد أتغنى اليوم بالحق

سأبوح اليوم ضمن قصائدي بالحقيقة المفرطة

أقولها ولو أنني أعلم أنها لن تصدق

وقد أعارض من لم يصدق مؤكدا له أن شعري قد ولد ليوم قد يولد

قصيدتي إن كنت تعلم أيها القارئ لم تأت لتكسب ود من لم يوفي بالعهد

  لم تأت إلى لمن لم يرقى بنفسه إلى ما فوق السفوح   

اتركيني يا أيتها الحالمة أحمل أوجاع شعبي في صمت

اليوم سأذكر الأحداث كما هي ولن اترك للعذر شان يذكر

لن أكتب قصائد تمجد الأمس الطاغي على العقل

وسأكتب قصائد تنتظر إلى يوم الوعد

لن أكتب اليوم إلا غاضبا عن الظلم والقهر والجبروت

لن أمجد كل من كان وراء أحداث الغدر

 لقد نظرت إليك اليوم يا حالمة كما أنت

نظرت فوجدت أن لا أحدا يستحق المجد سوى من يحمل في قلبه حلمك ولو للحظة

 الإنسان وهو يستعد للعود الأبدي

إلى من يمدد ذراعيه إلى الخالق

إلى من يرفع كلمة الله وحده قد يستحق المجد

هكذا قد أتكلم اليوم وقد تصبح أفكاري عميقة بعمق البحر

وفي كل قصيدة قد أكتب سرا قد ينجلي يوما ما لا يدرك

سأكتب لمن يعلم كيف يقرأ بين الكلمة والسطر

بين السطر والقلم

سأكتب لمن يريد أن يرى وجه الله في السر والعلن

سأكتب الحرف المائل ساجدا إلى من يسبح له الكون

 فلينظر اليوم من يريد الخلاص إلى كلمة الله وليتأمل في صمت

فلينظر إلى جوهر الناس كما تنظرين أنت إلى وجوه البائسين

فلينظر إلى الحيوان والشجر وقد يجد الحق بحق

 إلى الأنهار الجارية إلى الصخر والرمل وإلى النجوم كي يدرك ما لا يدرك

قد يدرك حينها إن الديمقراطية تشع بقبس من الله في ألف وجه ووجه.