الاثنين 16 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:ما موقف بنكيران من تفكيك الخلايا الإرهابية ؟

عبد اللطيف جبرو:ما موقف بنكيران من تفكيك الخلايا الإرهابية ؟

توفقت القوات الأمنية في تفكيك عصابة إرهابية ووضع المكتب المركزي للتحريات القضائية يده على عشر فتيات جلهن قاصرات حجزت قوات الأمن لديهن أدوات تثبت أنهن كن بصدد التخطيط للقيام بضربات إرهابية تهدد المغرب وتجعل بلادنا تنتقل إلى مرحلة خطيرة من الفوضى والإضطراب.
وحسنا فعلت القناة الأولى والقناة الثانية بتجنيدهما الكاميرا لتكون في عين المكان أثناء مداهمة الفتيات المتهمات بالانتماء إلى عصابات إرهابية والكشف عن مخابئهن وعن أحياء السكن الآمنة التي كان يتم فيها الاستعداد والتحضير للضربات الإرهابية.
وظهر على الشاشة الصغيرة بعض سكان أولاد تايمة في منطقة سوس وسكان آخرون في سيدي الطيبي ما بين الرباط والقنيطرة وآخرون في سلا أو طنجة ومناطق أخرى ممن صرحوا للتلفزة بأنهم كجيران للفتيات القاصرات لم يكن لهم علم أو تصور لما كان لهن من نوايا عدوانية ضد الشعب المغربي وضد الأمن والاستقرار في بلادنا.
وصرح الجيران هنا وهناك بأن الفتاة الجارة كانت فيما قبل توحي بأنها مواطنة عادية إلى أن تحولت فجأة إلى امرأة ترتدي النقاب وكأنها أصبحت لها هوية جديدة باعتبارها أصبحت مستعدة للقيام بتصرفات غريبة.
وأجمع جيران الفتيات المنتميات إلى تنظيمات إرهابية على التنويه بقوات الأمن الساهرة على سلامة السكان وعلى حمايتهم من التخطيطات العدوانية للمنتمين إلى تنظيمات إرهابية.
وظهر على الشاشة الصغيرة المسؤول عن المكتب المركزي للتحريات القضائية عبد الحق الخيام وهو يدلي بتصريحات تطمئن المواطنين على أن المصالح الأمنية ساهرة ليل نهار لتتبع خيوط المشاريع الإرهابية وتحركات المغرر بهن ممن سقطن في فخ العصابات وتحولن إلى إرهابيات كان يتم إعدادهن لتهديد البلاد ومؤسساتها في سياق المخططات الجهنمية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ودعا عبد الحق الخيام المواطنين إلى أن يكونوا دائما مسلحين بالحظر واليقظة ومجندين بجانب قوات الأمن في عملها الدؤوب على تتبع تحركات الشبكات الإرهابية حتى يتم وضع اليد عليها كل مرة قبل الانتقال إلى مرحلة الفعل الإرهابي.
ولم ينس عبد الحق الخيام الحديث عن دور العائلة المغربية التي يجب أن تسهر على حماية الأبناء والبنات وتأطيرهم وعدم تركهم ينساقون في مخططات العمل الإجرامي. كما أن السيد عبد الحق الخيام تحدث عن أهمية دور منظمات المجتمع المدني المطلوب منها أن تكون في حالة استنفار للتصدي لما تقوم به تنظيمات ظلامية ضد المجتمع.
وعلى ذكر تنظيمات المجتمع المدني لابد من تسجيل كون المغرب أصبح اليوم يتوفر على العديد من الجمعيات الجادة في سعيها لخدمة المجتمع مما كان مستوى الإمكانيات والوسائل التي تتوفر عليها هذه الجمعيات.
ولكن يتعين على سلطات البلاد الأمنية والقضائية أن تنتبه إلى الخطورة المتمثلة في كون بعض الجمعيات المشبوهة تتوصل من الخارج بإعانات مالية لمساعدتها على ترويج أطروحات ظلامية تخاطب قصارى العقول في الأوساط الشعبية المهمشة على أساس أن المغرب يعيش فيه مجتمع مهدد بالكفر والإلحاد وأن هذا منكر يجب تغييره حتى ولو تطلب الأمر استعمال العنف. هذا هو الخطاب الذي تردده أوساط ظلامية .
من جهة أخرى، يلاحظ المغاربة أن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران لا يبالي بالدور الذي تقوم به التنظيمات الأمنية ويتجاهل نجاحاتها في وضع اليد على عصابات ظلامية تهدد المواطنين بدعوى الدفاع عن الإسلام في المغرب.
ولم نسمع مثلا أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية تناول في بداية اجتماع من اجتماعات المجلس الحكومي ليعلن إشادته بالعمليات الاستباقية التي يقوم بها المكتب المركزي للتحريات القضائية ولم نسمع في يوم ما أن عبد الإله بن كيران قال في إحدى خطبه ما يشير إلى التنويه برجال ونساء المكتب المركزي ونجاحهم في مهام حماية البلاد ومؤسساتها ضد التهديدات الإرهابية.