الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عزيز الدروش: إعلان حكومة العثماني الحرب على جيوب المواطنين يقتضي التعجيل بإقالتها

عزيز الدروش: إعلان حكومة العثماني الحرب على جيوب المواطنين يقتضي التعجيل بإقالتها عزيز الدروش

مقاطعة بعض المنتوجات من طرف الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي، كاستجابة لقرار شباب الفايسبوك وباقي وسائط التواصل الاجتماعي الداعي إلى مقاطعة شركة المحروقات إفريقيا، وحليب سانطرال، وماء سيدي علي، تؤكد على أن الاحزاب السياسية المغربية والنقابات فشلت ولم تعد لها قدرة على تأدية وظائفها الدستورية، والمتمثلة في تأطير المواطنين والدفاع عن مصالحهم، من أجل تحسين أوضاعهم  وحماية قدرتهم الشرائية، وتنزيل برامجها ووعودها الانتخابية.

كما أن الاحزاب السياسية والنقابات توجد في وضع مزر نتيجة لضعفها وانشغالها بالصراعات الداخلية والولاءات للزعيم، وتراجع أدائها في حماية المواطنين من جشع الشركات المحتكرة للسوق، حيث أدارت ظهرها عن المواطنين، وتركتهم فريسة للمحتكرين للأسعار ورفع الدعم على العديد من المواد الاساسية، سواء في عهد حكومة عبد الإله بنكيران أو حكومة سعد الدين العثماني التي تواصل نفس السياسة التفقيرية للمواطن المغربي، وذلك  بنيتها رفع الدعم عن غاز البوطان، في وقت يوجد المغرب في مفترق الطرق بسبب الاحتقان الاجتماعي، وانعدام الثقة بين الشعب والمؤسسات، وغياب سياسات حكومية وعجزها عن وضع برنامج تنموي جديد وحقيقي واضح المعالم، من شأنه المساهمة في بناء دولة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وتحصين المواطن وحمايته من المضاربات واللوبيات، في وقت كان الشعب المغربي ينتظر من الحكومة الحالية أن تنصفه وأن تستجيب لتطلعاته وانتظاراته، لا أن تعاقبه بحزمة من القرارات، من شأنها ضرب جل المكتسبات التي ناضل الشعب المغربي من أجلها طيلة عقود من الزمن، وتساهم  في إعادة خلق الثقة بين الشعب ومؤسساته.

ويمكن القول بأن حكومة العثماني باتت أضعف حكومة في تاريخ المغرب "صماء بكماء".. ففي الوقت الذي كان الشعب ينتظر منها أن تتخذ قرارات جريئة بمناسبة شهر رمضان المبارك، وأن تعمل على مراقبة الأسعار بكل جدية، وجعلها في متناول المواطنين، انبرت لتخيب آمال الشعب، عبر التسريع برفع الدعم عن البوطان قبل سنة 2020 كما كان مقررا، وهي بهذا القرار تعلن الحرب على جيوب المواطنين، غير مبالية بحملة المقاطعة.. وهو الامر الذي يستدعي التدخل العاجل من أجل إقالتها، أو تقديم ملتمس رقابة للإطاحة بها. كما أن تعنت صناع القرار في المغرب لن يفضي إلا إلى ما لا تحمد عقباه.

- عزيز الدروش، قيادي بحزب التقدم والاشتراكية