السبت 18 مايو 2024
سياسة

الحسن اللحية: هذه رسالتنا إلى فيدرالية اليسار

 
 
الحسن اللحية: هذه رسالتنا إلى فيدرالية اليسار

يعرف المغرب الآن لحظة دقيقة، حيث صارت السياسة كملهاة، صارت السياسة عاجزة عن تبرير وجودها، كما صارت تراجيديا سيزيفية تكرر ذاتها وتتكرر بذاتها، وحادت عن كونها النشاط الإنساني المسؤول... إنها مرحلة تتعدد فيها الألوان والأقوال، ويغيب الخطاب المسؤول، مرحلة صارت فيها السياسة وفية لمنطق التقليد الخالد: سياسة أسر، سياسة نخب مدجنة... وبالتالي فإن المسؤول يتوارى... والسؤال حول جدوى السياسة يعود بقوة.

إن أول خطوة لميلاد السياسة من جديد هي أن تعود أخلاق المسؤولية وأخلاق الواجب إلى الظهور من جديد ...

إن دور المثقف والباحث اليوم أن يجر السياسي والسياسة إلى مجال المسؤولية والأخلاق، ودوره أن يكون حارسا يقظا  لهذه القيم.

ومن هنا كان من الواجب أن تكون رسالة المثقف لا الخبير هي رسالة السياسي، رسالة السياسة الآن: المسؤولية، التخليق، الواجب.

إن دعمنا لفيدرالية اليسار، هو دعم لهذا الاختيار. دعم لتفاعل كان بين مكونات سياسية ونقابية، وهو دعم اليوم لمكونات سياسية ونقابية لها رسالة واحدة ينبغي أن تكون رسالة المثقف والسياسي والنقابي .

تريد هذه الرسالة الجماعية أن تقول بأن عودة المثقف والباحث إلى السياسة هو شرط رشدها وتوسيع لآفاقها. وبناء عليه فإن دعم الباحث والمثقف لفيدرالية اليسار يعني ما يلي:

1- عقلنة السياسة: ميلاد دولة المؤسسات

2- دمقرطة الدولة والمجتمع

3- خلق مغرب متعدد ثقافيا و سياسيا ودينيا و لغويا

4- بناء السياسة على الثقافة والبحث والفكر بدل الأهواء

5- طرح مستقبل المغرب للبحث العلمي واستغلال البحث في السياسة

6- إعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي لضمان كرامة المغربي

7- جعل التعليم والبحث العلمي أولوية الأولويات...

إن تصالح فيدرالية اليسار مع المثقفين والباحثين يعني أنه على هذا اليسار أن يعتبر  لحظة الانتخابات الحالية مرحلة ظرفية ومعركة لبناء الذات وتقويتها في المستقبل، وأن تكون عودة الثقافة والبحث إلى اليسار هي عودة بناء جديدة ليسارية جديدة تتعدد وظائفها.

فالالتزام مع الفيدرالية اليوم هو شرط من أجل بناء يسار غدا أقوى بباحثيه ومثقفيه وفق تصورات قطاعية جديدة. فما نطلبه الآن من مرشحات ومرشحي الفيدرالية هو التواضع والإنصات العميق، ونظافة الحملة والشعار المسؤول والالتزام العلني والابتعاد عن المزايدة والسجال.