السبت 18 مايو 2024
سياسة

هذه هي القواعد الجديدة ل " الكوبلات" بحركة التوحيد وحزب المصباح

 
 
هذه هي القواعد الجديدة ل " الكوبلات" بحركة التوحيد وحزب المصباح

يفضح المقال المنشور بموقع حركة التوحيد والإصلاح (الذراع الدعوي للبيجيدي)، والمتعلق ب"العلاقة بين الذكر والأنثى" أعطاب العقل المريض للخوانجية المغاربة، وأسباب توترهم المزمن مع المرأة والدولة والمجتمع، حتى ليخيل للمرء أن المقال كما لو حرر بمداد عصر الانحطاط، وهو بذلك يقيم في مكان مظلم المراة فيه لعنة كل زمان ومكان.

يرى صاحب هذا المقال (المكتوب بوضوح على خلفية فضائح "الكوبلات" الثلاث: الحكومي والدعوي والبرلماني) بأن العلاقة بين المرأة والرجل مؤطرة بثلاث محددات هي العبودية لله عز وجل، وتحمل الأمانة، وضرورةالتعاون بين الطرفين، كما هي محددة بست ضوابط ينبغي العمل بها في نظر المقال:

1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة...

2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم...

3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصاً في التعامل مع الرجال:أ- في الكلام، ب- في المشي، ج- في الحركة...

4ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء الرجال...

5ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم...

6ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة...

نخلص من هذه المحددات والضوابط إلى ثلاثة استنتاجات:

الأول: المرأة في عقل حركة التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية هي أصل الشر، وهي متهمة دائما مع سبق الإصرار. إنها المصيدة والشهوة والعورة وحليفة الشيطان. وصاحب المقال لا يفعل سوى التأكيد على الخط التحريري الذي يلتزم به"الخوانجية" في نظرهم إلى المرأة التي لا يليق بها سوى أن تحجز في البيت، أو داخل التقاب. ألم يسمها بنكيران رئيس الحكومة نفسه بأنها ثريا البيت مثلما يسميها نظراؤه في الحزب والحركة بالعورة.
الثاني: يبرز المقال معاناة "الخوانجية" مع اللبيدو الجنسي، وعدم قدرتهم على التخلص من دائه. سؤال العجز يؤكد أن هؤلاء عاجزون عن حل مشكلة مع نفسهم المريضة، فكيف بهم يقدرون على حل مشاكلهم العويصة معالدولة والمجتمع، وهذا الاستنتاج يزيد القناعة لدينا بأن الذين يعانون من عقدة المرأة ليسوا سوى المستبدين والمتطرفين الدينيين.

الثالث: أما الاستنتاج الثالث (الحقيقي) فيفيد بأن المقال جاء تعبيرا عن الورطة التي يستشعرها قادة التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية بعد أن سقط القناع عن ادعائهم الطهراني، وبعد أن عاثوا في الأرض فسادا. ولذلك يحاول المقال "الحد من الباس" بتنبيه التابعين والمريدين إلى تجنب أن ينزلقوا في ورطات أخرى قادمة لا محالة.

لهذا يعتبر المقال وثيقة إدانة ضد هؤلاء، وصيغة التفاف عتيقة حول الفضائح الأخلاقية التي خنقت الإخوان المغاربة في الهزيع الأخير من تجربتهم الحكومية الأولى، وفي أفق الاستحقاق التشريعي القادم