الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى المنوزي: من أجل تجويد حقيقة  الاحتفاء بالراحل إدريس  بنزكري

مصطفى المنوزي: من أجل تجويد حقيقة  الاحتفاء بالراحل إدريس  بنزكري مصطفى المنوزي

رغم إقصاء منتدى الحقيقة والإنصاف من المسلسل الرسمي لتسوية ومعالجة انتهاكات الماضي، ظل حريصا على استكمال توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، لأنها جزء من أرضيته واستراتيجيته التوجيهية ومن ثمرة توصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.. وبذلك سنظل أوفياء للخط الذي هندسناه معا، وتشاركيا، منذ تأسيس المنتدى يوم 28 نونبر 1999، مدافعين عن توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة كحد وطني مشترك، ومعها عن مطلب المساءلة وعدم الإفلات من العقاب وضمانات عدم تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، دون أن نتخلى عن الحق في معرفة الحقيقة.. متبنين حرفيا مقتضيات وتوصيات الندوة الدولية حول تقييم مسار الإنصاف والمصالحة الذي ساهم فيه الطيف الحقوقي والصف الديموقراطي، ومن سار على دربهم.

لقد اخترنا أن نهدي هذه العبارات إلى روح إدريس بنزكري، أحد مؤسسي المنتدى، في ذكرى رحيله؛ لعل الذكرى تنفع المؤمنين، بمقاربة المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، تلك المقاربة التي حصل لنا الشرف، قيادة ومؤسسين وقواعد، بأن فعلناها في حدود الممكن ذاتيا والمتاح  موضوعيا، بأن قاومنا مخططات مأسسة النسيان وطمس الحقيقة  الوطنية، وحصنا هوية المنتدى بالتوفيق بين تحقيق المطالب الاجتماعية للضحايا كشق نقابي أنهك القدرات وأهدر الزمن، وبين تفعيل مطلب القطيعة مع ماضي الاستبداد والفساد، كشق سياسي يحتاج إلى نفس طويل وتمثل حقيقي لحدود وحظوظ العدالة الانتقالية المغربية، لدى مناضلي ومساندي المنتدى، وإلى إرادة سياسية قوية من طرف الحقوقيين الوطنيين والديمقراطيين ذوي العلاقة مع صناعة القرار التشريعي والسياسي، والأمني حتى.