الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

جائل عربي يؤرخ عبوره للمغرب باكتشاف حكومة تقمع "المقاطعة" بقيادة "دمدومة"

جائل عربي يؤرخ عبوره للمغرب باكتشاف حكومة تقمع "المقاطعة" بقيادة "دمدومة" رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني

كما أن للسياسيين قاموس خاص يبيحون به جواز كل شيء داخل معتركهم. ولا أمر محرم عندهم في طريق بلوغ الغنائم. بدا جليا بأن للمكتوين من لفح "تدبيرهم" أيضا قاموسا لا يعرف معنى للنهاية. قد يشمل الخطاب المباشر، وأيضا غير المباشر. كما ينسحب إلى التعبير الصارم مثلما ينهج الأسلوب الساخر والمثقل بكل معاني الانتقاد اللاذع. وفي هذا الاتجاه انتشرت هذه الأيام تدوينة اختارت "المقاطعة" موضوعا لها، إنما من نافذة تطل على أيام كان فيها "الحر بالغمزة"، والنافذ منها ما قل ودل ولا يمل. إذ حاولت التدوينة الإحاطة بكافة مؤثثات الواقع الحالي وعلى رأسه التفاعل الحكومي على نحو يحيل لزمن الماضي المنقح بعبارات الحاضر الشاهدة عليها كلمة "الدمدومة". وفي الآتي ما كتب:

"حدثني عيسى بن هشام قال: وفي رحلتي إلى إفريقيا، سمعت ببلدة هناك يقال لها المغرب الأقصى. بها خيرات لا تحصى. وأن أهلها ذوو حصافة. وكرم للضيافة.

وقد رغبت في التعرف على أحوال شعبها. والسياحة في سهولها وشعابها.

قال عيسى بن هشام: فلما بلغ بي إليها المسير. بعد سفر عسير. أنخت رحلي في مكان منها فسيح. واستلقيت لأستريح. ويبرد جلدي من الرشيح.

وأنا على هذا الحال جعلت أسترق الأسماع. لأعرف ما هم عليه من أوضاع. فإذا كل حديثهم عن حملة للمقاطعة. لمواد تجارية أربعة. فلاحظت أنهم يكتبون بالأنامل. ويرسلون الرسائل.

فمشيت حتى كنت منهم قريبا. رأيت شيئا عجيبا: جهاز على قدر الكف. يبرق الخبر قبل ارتداد الطرف.

قال عيسى بن هشام: فأعجبت بهم وبحسن الصنع. الذي حماهم من آلة القمع.

فلما استخبرت السبب بجلاء. وجدتهم يعانون من الغلاء. وأن الأجور والرواتب. لا تكفي لسد المطالب.

قال عيسى بن هشام: بحثت عن موارد البلد، فإذا هو مطل على بحرين. وفي أرضه خير دفين. وأنه لولا تسلط المفسدين. لكفت ثروته أهل الصين.

قال عيسى بن هشام: وسألتهم عن الذي يتولى شأن التدبير. والذي أدى إلى هذا الوضع الخطير. فذكروا لي أن لهم هيأة وزارية تشبه الحكومة. ولكنها محكومة. ويقودها دمدومة.

فقلت لعيسى بن هشام: وماذا تعني بالدمدومة؟ قال: الدمدومة في لهجة بلدهم، هو الرجل الذي إذا سألته عن عمرو. أجابك عن بشر. وهذا ما وقع للوزير الأول الذي عليه -بعد الله- المعول. وقد أطلقوا هذا اللقب على كل الوزراء لأنهم بدلا من أن يحلوا أزمة غلاء القوت. فضلوا السكوت. وملازمة البيوت.

قال عيسى بن هشام: فلما رأيت الأمر كذلك، لم يرق لي المقام. لأني خشيت من الصدام. وفكرت في العواقب. وتجنب المصائب. سيما وقد سمعت أن الناطق باسم الدمادم يهدد بحبس كل ناقم.

وخوفا على نفسي من سجن القوم. يممت نحو بلاد الروم.

وهكذا انتهت رحلتي من هذا القطر. وتركت أهله ينشدون النصر. عازمين على الاستمرار في المقاطعة. رغم ما لجأت إليه شركة الحليب من المصانعة.

وأوصيتهم بمواصلة هذا الطريق. ودعوت لهم بالتوفيق.

والله المستعان.".