في هذا الحوار مع فتح الله الرمضاني، عضو اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي بجهة الشرق، وأحد قياديي الشبيبة الاتحادية، يتحدث عن تأخر الإعلان عن اللائحتين الوطنيتين لحزب الوردة، وأسباب انحسار المد اليساري أمام المد الإخواني..
لحد الساعة لم يتم الكشف عن مرشحي اللائحة للوطنية للشباب والنساء، لحزب الاتحاد الاشتراكي، هل هو تخوف أم محاولة لتحصين الصف الاتحادي من أي اختراق؟
لا هذا، ولا ذاك، هو فقط استكمال لمراحل المسطرة التي تبناها الحزب في هذا الخصوص، بشكل متوازي مع ما هو مطروح على الاتحاد من مهام مرتبطة بالتحضير الكامل للانتخابات المقبلة، بالعكس المسطرة فعلت مراحلها لحد الآن بشكل سليم، وسيتم إتمامها وبالتالي إعلان مرشحات ومرشحي الحزب على مستوى اللائحة الوطنية في الأجال المسموح بها قانونيا، وفي إطار ما توافق عليه الاتحاديات والاتحاديون في هذا المستوى.
هناك عدد من الاحداث عرفها المغرب على خلفية هذه الانتخابات من التصريحات المتضاربة للحكومة إلى مسيرة الدار البيضاء، هل هي تسخينات لسيناريو معد سلفا أم ماذا؟
تجدر الإشارة هنا، بأن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سبق و أن طالب بلجنة وطنية مستقلة للإشراف على العملية الانتخابية، كما صاغ مذكرة مفصلة تتضمن تصوره لإصلاح المنظومة الانتخابية، وتقاسمها في إطار ترافعه على مضامينها مع رئيس الحكومة ومع كل الأحزاب السياسية، وكانت كل هذه المبادرات تروم تحصين العملية الانتخابية في رمتها، لكن للأسف لم يتلق تجاوبا من طرف الحكومة، وخصوصا مقترح اللجنة الوطنية المستقلة للإشراف على الانتخابات، إذ أنه لو قبل المقترح وفعل، لما كنا أمام تصريحات متضاربة لعضوين في لجنة حكومية مشرفة على ورش انتخابي، وهو الوضع الذي يزكي التنافر الحاصل بين مكونات هذه الحكومة، والذي لا يطمئننا على طريقة تدبير الاستحقاقات القادمة ويبعث بحق على القلق اتجاه نتائجها.
تم مؤخرا الكشف عن مقبرة ضحايا أحداث 1981، بالدار البيضاء، ومعلوم ان اليسار وخصوصا الاتحاد الاشتراكي كان المؤطر والداعي لهذه الاحداث، رمزيا هل افتتاح هذه المقبرة هو دفن لتاريخ اليسار؟
ليس سليما أبدا، القول بأي أمر يحيل على انتهاء اليسار، لا مجال لا اليوم ولا غدا للحديث عن توديع اليسار وأحزاب اليسار والمؤمنين بقيم اليسار، فهو تصور يضم العديد من الأفكار المتقاربة و المناهضة لكل أشكال الاستغلال، ولن يستنفذ اليسار مهامه، إلا بزوال كل مظاهر الاستغلال، أما بخصوص مقبرة "ضمير" فهي بمعنى ما، لحظة للوفاء، واستثمار للذاكرة، واستمرار لمسلسل الإنصاف والمصالحة، وتوجه للمستقبل.
لكن كيف تفسر انحسار المد اليساري، وعجزه بكل تاريخه وروافده وأحزابه، على التصدى لحزب العدالة والتنمية؟
ومن يقول بأن اليسار وجد للتصدي لأي إطار سياسي مهما اختلف معه، خصوصا وأن هذا اليسار وفي مقدمته الاتحاد الاشتراكي هو من ناضل في مرحلة من مراحل التاريخ الحديث للمغرب من أجل الحق في الاختيار، والاختلاف، وليؤسس كل من له تصور للمغرب حزبا، من أجل تعددية سياسية حقيقية.
نحن في الاتحاد الاشتراكي، وكما دأب الحزب على ذلك في مساره النضالي، نناضل من أجل الديمقراطية، وليس ضدا في وجود أحد، صحيح أن هناك اليوم مد أصولي غمر جل فئات المجتمع المغربي، مما انعكس شيئا ما على المشهد السياسي المغربي، وهذا نتاج لسياسات متعاقبة، كانت خلفيتها محاربة اليسار وقيم اليسار وفي مقدمتها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهدفها تقويض التغيير بالمغرب، من خلال الاستيلاء على العقيدة الدينية للمغاربة، لكننا مؤمنين بأن نتائج هذه السياسات، سوف يظهر قصورها مع قصور المستفيدين منها وفشلهم في تدبير الشأن العام، ولعل الحصيلة الهزيلة للحكومة، دليل على فشل خيارات محاربة الاتحاد واليسار.