تعتبر مسيرة الأحد بمثابة انتفاضة شعبية عامة تهم بالخصوص الطبقة المتوسطة والفقيرة نتيجة مجموعة من التراكمات السلبية التي أنتجتها حكومة عبد الإله بنكيران خلال خمس سنوات الماضية ما جعل المواطن المغربي يصل إلى حد الإحباط واليأس وفقدان الثقة في النخبة السياسية برمتها.
هنا يمكن أن أتحدث عن حزب العدالة والتنمية والبرنامج الانتخابي الذي أتى به خلال الانتخابات التشريعية سنة 2011 بأن برنامج الحزب لم ينفذ منه ولو بند وبدأ يتعامل مع المواطنين كأنه منقذهم من الغرق، وأن ظاهرة الربيع العربي هم من قاموا بالتصدي لها والتعامل بإيجابية من أجل استقرار الوطن، من هنا بدأ الحزب يتذوق حلاوة السلطة والامتيازات ونسي مطالب الشعب، وهو الذي كان بالأمس القريب من أشد المدافعين عنها. حزب العدالة والتنمية أظهر للعموم بأنه لا يخدم سوى مصالح أفراده والمقربين منه.. وهنا بدأت فضائح قياديه ومناضليه الذين تحملوا مسؤولية التسيير: منهم من قام بتبديد أموال الشعب، ومنهم من ربط علاقات غرامية أثناء ممارسة المهام ومنهم من استفاد من صفقات وامتيازات له ولذويه بالفعل الحزب الذي كان من المفترض أن يحارب الفساد وسياسة التحكم والريع أصبحت تخرج من بيته رائحة الفساد وأصبح أول المستفيدين ومارس على الشعب أقصى أنواع التحكم. هذا الحزب أصبح يشكل خطرا على المجتمع المغربي من خلال تصريحات بعض مناضليه من قبيل تصفية كل شخص يقف ضد مصالح الحزب وتكفير البعض، وأصبحوا لا يهمهم إلا المقاعد والامتيازات ونسوا مطالب الشعب وضربوبها بعرض الحائط.
لقد ضيع حزب العدالة فرصا تاريخية لبلورة دستور 2011 على أرض الواقع، وتنازل رئيس الحكومة عن صلاحياته لصالح الملك، وظهر جليا بأن بنكيران تلميذ نجيب لصندوق النقد الدولي وجعل الدولة تغرق في المديونية الخارجية وضعف مؤشرات النمو والزيادة في البطالة والفقر والتهميش وضرب القدرة الشرائية للمواطن وضعف الاستثمار الخارجي وتراجع المجال السياحي. هذه المؤشرات جعلت المواطن المغربي اليوم يخرج في مسيرات تطالب بمحاسبة حزب رئيس الحكومة على هذه الكارثة الحكومية وعدم التصويت عليه في الانتخابات المقبلة لأن الشعب اعتبر ما قام به حزب بنكيران هو خيانة للوطن وللمواطنين