طارق رمضان، ابن المشروع الإخواني الكبي، يتقمص بشكل جيد لبوس اللغة الديمقراطية والتغليف الحداثي للبرنامج العام للإسلام السياسي، المسوق للجمهورالأوربي / الغربي، لم يتخل يوما عن جوهر مشروعه رغم النغمة الحداثوية للخطاب.
حسن طارق، ابن المشروع الاتحادي، رغم اختلال الإرث السابق باللاحق، هل دفاعه عن النسق الأكاديمي لمفهوم الديمقراطية و الوطنية، يسمح له كابن للمشروع "الاتحادي" أن يجمد مشروع الدولة الوطنية الديمقراطية، و شعارات تحرير الأرض و الإنسان، و يتنصب للدفاع عن وهم مشروع إخواني، في شكل ديمقراطية عددية، و الذرائع المصطنعة :
- قالوا مواجهة "التحكم" تحولوا لشبه حكم تخلى عن صلاحياته الدستورية.
- قالوا مواجهة الفساد تحولوا لكراكيز لم تجرؤ حتى على تعميم لائحة المؤذونيات.
- قالوا مواجهة احتكار الثروة تحولوا للحى لم تقتص إلا من جيوب الأسر المغربية.
العزيز حسن طارق، حتى لا تتحول إلى نسخة رديئة من طارق رمضان، فيختلط علينا الطارقان، حين يطرقان باب مادتنا الرمادية، إن المغاربة يحتاجون للإنصات لمشروع مجتمعي يغير جذريا بؤس معيشهم، ووضوحا واقعيا في توصيف و بدائل الحكم الاستبدادي الحالي، و ليس لتعريفات موسوعية تضبب محيط الحاكم الحقيقي بمصطلحات لا علمية من قبيل "التحكم".
أصحابك لن يجرؤوا على تدقيق موقفهم من إمارة المؤمنين، و لن يستطيعوا رفع الرأس حين حفل الولاء و تقبيل الأيادي، و لن يستطيعوا تسمية نقيضهم، ماعدى إن كان من أصحاب مشروعك القديم : هم من ناهضوا خطة سعيد السعدي لإنقاذ المرأة المغربية، و أعادوا الكبح في دستور 2011 ضد نساء هذا البلد، و ركزوا الحكم الفردي و طاعة الحاكم مقابل دعواتنا للملكية البرلمانية المعبرة عن الديمقراطية النيابية.
فالديمقراطية ليست لعبة تقنية، عددية، إحصائية، إذا لم تكن الديمقراطية جوهر المشروع الحزبي، جوهر المشروع المجتمعي.
ملحوظة لها علاقة بما سبق : الكيان الصهيوني، يعتبر من أرقى الديمقراطيات التقنية، العددية من الناحية التقنوقراطية، لكنه من أعتى الكيانات العنصرية، الإرهابية و الاستئصالية في العالم.