شهدت جامعة عبد المالك السعدي خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 11 يوليوز 2025 حدثا ثقافيا نوعيا ومتميزا، تمثل في افتتاح النسخة الأولى من الدروس الصيفية للفصول الدراسية المتوسطية، تحت شعار: " فهم منطقة البحر الأبيض المتوسط في فترة الاضطرابات" وهي مبادرة نوعية بدعم من المعهد الأورو-متوسطي(IEMed)، وبتعاون مع وفد حكومة كاتالونيا في شمال إفريقيا(DGTN)، والوكالة الكاتالونية للتعاون الإنمائي(ACCD)، وبدعم هام من الملحقية التعليمية لسفارة إسبانيا بالمغرب، ومن تنظيم ماستر "المغرب، إسبانيا، أمريكا اللاتينية: التواصل والتدبير الثقافي والدبلوماسي"، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان.
تم افتتاح الجلسة الرسمية، وانطلاق أولى جلسات المدرسة الصيفية، في قاعة المؤتمرات بمقر رئاسة جامعة عبد المالك السعدي "المحنش" ، بكلمة ألقاها الدكتور بوشتى المومني، رئيس الجامعة، حيث أبرز أهمية هذه المبادرة الأكاديمية المتميزة، مؤكدا دورها في ترسيخ قيم الحوار والتواصل والانفتاح، وتعزيز التعاون الجامعي والتنمية المشتركة.
ومن جهتها، اعتبرت السيدة جهان الخطابي، نائبة رئيس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، أن شعار هذه النسخة: "فهم منطقة البحر الأبيض المتوسط في زمن الاضطرابات" يحمل دلالات استراتيجية عميقة، ويكتسي أهمية بالغة في سياق التحولات المتسارعة والمعقدة التي تعرفها المنطقة. وعليه، جددت دعمها لمثل هذه المبادرات، لما تمثله من رافعة حقيقية لفهم ديناميات المتوسط. كما شدد السيد سينين فلورينسا (Senén Florensa)، الرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي المتوسطي، على أهمية تعزيز الحوار والتعاون الأكاديمي بين ضفتي المتوسط. ومن جهته، أشار السفير الإسباني بالمغرب، السيد إنريكي أوخيدا فيلا (Enrique Ojeda)، إلى ضرورة ترسيخ هذه المبادرات العلمية، وتعميق الشراكات الاستراتيجية بين الفاعلين الأكاديميين في الضفتين.
شهدت هذه الدورة تنظيم خمس جلسات علمية موجهة لطلبة سلكي الماستر والدكتوراه، ناقش خلالها باحثون مغاربة وإسبان مجموعة من القضايا البارزة مع المشاركين، من بينها:
العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا في ظل السياق الدولي الراهن.
المتوسط: العلاقات الدولية والتحديات الجيو طاقية.
الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي أمام خطابات الكراهية.
الدبلوماسية الثقافية والحوار بين الثقافات.
قيمة التعاون الأكاديمي بين إسبانيا والمغرب.
فضلا عن ذلك، نظمت ورشتان؛ الأولى حول قضايا الهجرة الدولية، والثانية خصصت لإعداد السرديات التي تعزز قيم التعايش في سياق الأزمات. كما تم تقديم أبرز المشاريع العلمية التي أنجزها الطلبة المشاركون.
وفي كلمته الختامية، أشاد الدكتور عبد الرحمان الفاتحي، منسق هذه النسخة من الدروس الصيفية للفصول الدراسية المتوسطية، بنجاح هذه المبادرة العلمية في إتاحة النقاش الجاد بين الأساتذة والباحثين والمشاركين حول مواضيع وقضايا راهنية.
عبد الرحمان الفاتحي، منسق الدورة
ومما يلفت الانتباه في هذه النسخة من الدروس الصيفية، أنها استضافت نخبة من المحاضرين من المغرب وإسبانيا، بلغ عددهم حوالي ثمانية عشر محاضرا. كما تميزت بحضور نوعي ووازن من الطلبة الباحثين، الذين ساهموا بمداخلاتهم الرصينة في إغناء النقاش وتعميق الحوار، مما فتح آفاقا جديدة للبحث والتساؤل حول القضايا المرتبطة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط في سياق الاضطرابات الراهنة.
وفي ختام برنامج الدورة، تم توزيع شهادات المشاركة على المشاركين، والذين شددوا بدورهم على أهمية طرح مثل هذه القضايا، خاصة في ظل ما يشهده المحيط الدولي من تحولات واضطرابات معقدة.