الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

خط الفيدرالية واضح لا يحتاج إلا إلى الفعل

خط الفيدرالية واضح لا يحتاج إلا إلى الفعل

عدد من المناضلين اليساريين حتى من خارج الفدرالية يتحدثون عن الخط الثالث، وكل كيف يراه البعض حدده على أساس وجود خط للبام" وخط ل "العدالة والتنمية"، والبعض يراه على أنه بديل للخط المخزني والخط الأصولي . إن أبجديات الاشتراكية تجعل الاشتراكيين ينحتون خطهم السياسي من الواقع الملموس أي من القاعدة الاقتصادية ، إن المِلكية هي التي تحدد خصوم اليسار وأصدقاءه سواء أكانوا من الحكم أو البام أو البيجيدي أو الاستقلال أو الحركة الشعبية أو من الجيش أو أي مجال بعيد عن الأحزاب. وهذه القاعدة الاقتصادية تسمى التناقض الأساسي لا يتبدل إلا كميا وببطء شديد، وفي المغرب يتبدل فقط لفائدة المالكين للثروة . بينما التناقض الرئيسي يعرف نشاطا كبيرا سواء بالديناميكية أو بالتقهقر، وإذا كان يستدعي تكتيكات وتنخرط فيه عدة فئات وشرائح لا يهمها التناقض الأساسي في شئ فإن التناقض الأساسي لا يعرف تكتيكات والدولة والتحالف الطبقي لا تسمح بأن يمس ومن يريد أن يلعب عليه باللعب في التناقض الرئيسي وفي حدود لا تتجاوز الخطوط إلى تهديد التناقض الأساسي .

 من هنا يأتي الخلط لدى البعض حيث يجمعهما في سلة التناقض الرئيسي وبالتالي يتراءى له الصراع على أنه صراع بين خطين أي بين المخزن والأصولية أو بين "البام" و"البيجيدي"، ولكن لو استحضر أيضا التناقض الأساسي لأدرك أن المالكين للثروة في المغرب في تحالف طبقي يدور في فلك الرأسمال الأجنبي والمؤسسات المالية الدولية .
جوهر الصراع قائم على الثروة ولكن في نفس الوقت على السلطة، لذا تحالفات الفدرالية التي تسعى إلى أن تنسجها لا بد أن تنبع طبقيا ممن له مصلحة في تغيير طبيعة التناقض الأساسي وفي نفس الوقت تحالفات من طبقات لها ملكية صغيرة أو متوسطة ولكنها منخرطة في صراع الطرف الإيجابي للتناقض الرئيسي من أجل الدولة الوطنية الديمقراطية وشكل الدولة كملكية برلمانية .
كل واحد له الحق، وخاصة من خارج الفدرالية، أن يطرح ما يراه صحيحا من أجل تحديد خط سياسي واضح سواء أكان خطا ثالثا أو رابعا أو خامسا ولكني فقط أجبت في تعقيب على تدوينة أمسالخميس 3 شتنبر 2016 على ما سمي بالخط الثالث بأنه لا يوجد لا في برنامج الفدرالية ولا في ورقتها السياسية، وكل من أراد أن يدلي برأي في الموضوع عليه ألا يتقول باسم الفدرالية بل عليه أن يساهم برأيه ويكون معللا وقائم على الحد الأدنى من الانسجام مع الواقع الملموس السياسي والاقتصادي ولسنا في الفدرالية دوغمائيين إننا منفتحون على أي رأي حر بناء.
خط الفدرالية واضح ولا يحتاج إلا الفعل. مشكلة اليسار هو أنه كلما وجد الواقع عنيد ويحتاج إلى المثابرة يلقي اللوم على الشعارات ويدعو إلى مراجعتها،  وكثيرا ما تؤدي المراجعة إلى الأخذ بقشور الظواهر السياسية وليس بجوهر الصراع الاقتصادي الاجتماعي .