Wednesday 14 May 2025
سياسة

حسن إغلان:كيف يقبل المغاربة أن يدبر شأنهم العمومي رجل كبنكيران لم يفتح سوى باب اليأس المدمر

حسن إغلان:كيف يقبل المغاربة أن يدبر شأنهم العمومي رجل  كبنكيران لم يفتح سوى باب اليأس المدمر

الحديث عن دور المثقف المغريي اليوم في ما يجري ويدور داخل المجتمع من أحداث وقضايا أصبح ملحا، فهل هو يتفاعل معها و كيف يتابعها ؟وكيف يحللها ؟ أم انزوى في محرابه معتكفا مع قلقه الوجودي يتأمل في صمت دون الخروج من العتمة بعيدا عن الناس قريبا من نفسه ، اسئلة طرحناها في نقاش جمعنا بحسن إغلان، الكاتب الروائي؛ والباحث الفيلسوف والذي أصدر،مؤخرا، كتابا عن" السياسي في الفكر العريي المعاصر الجابري نموذجا".
في هذه الحلقة الأولى يتكلم عن ظاهرة الترحال السياسي الذي يصاحب كل محطة انتخابية ويقارب الإلتباس القائم اليوم في المغرب بين الخطاب والممارسة.

اعتقد بداية أنه فيما يخص الاستقطاب والترحال الملحوظ بين الاحزاب الذي ينشط عند كل محطة انتخابية ،وخاصة بعدما سمعت في هذا الإطار خبرا غير متأكد منه الآن وإن كان رائجا في الساحة بقوة ويتعلق بانتقال أحد الأصدقاء من صفوف الحداثة إلى صفوف التقليد من حزب الوردة إلى حزب المصباح و وذلك بهدف الترشيح لانتخابات 7 أكتوبر المقبل ، لا يمكن استيساغ أو تسويغ هذه العملية إذا صح الخبر بالفعل ؟ لأنه كان بإمكان هذا الصديق والذي اتحفظ من ذكر اسمه الإنتقال إلى حزب آخر قريب من الإتحاد الاشتراكي (....) لكن أن يكون هذا الانتقال بهذا الشكل وبهذه الطريقة وبتحول بـ 360 درجة فإن هذا الأمر يضعنا أمام الإلتباس بين الخطاب والممارسة، وكذلك الشأن بالنسبة لعملية مماثلة عندما تم استقطاب رجل من السلفية الجهادية المتطرفة الذي يكفر الجميع وبين عشية وضحاها بات مرشحا هو أيضا للبرلمان باسم البيجيدي بمدينة مراكش ؟!
وتتوالى نفس الحالات، وهذا وضع يضيف إغلان من الضروري التوقف عنده حتى نستطيع فهم الشخصية المغربية الجديدة ، فهل ضاع كل شيء وما تراكمه من قيم وأخلاق وممارسة ...؟ وأصبح المغربي كما يقول الأستاذ جسوس، رحمه الله،" صاحب الهمزة "اي همزاوي ؟! بمعنى آخر هل هاجس المغريي الآن هو أن ينتظر و"يفكر " فقط في نصيبه من "الكاميلة " !!
إن الأمور الكثيرة التي نشاهدها اليوم أضحت، للأسف،صورة سوريالية تليق بنص مسرحي فرجوي نسخر منه جميعا الممثلون يسخرون من الجمهور والجمهور يسخر من كاتب النص والكاتب يسخر من المخرج والمسرح يسخر من الكواليس وهكذا.
ويردف محدثنا صحيح أن مجموعة من الأمور تمت إما إقبارها أو وئدها أو وضعها في خانة الصمت وربما قد تتحرك قريبا ولعل أهم حدث تجب الإشارة إليه في هذا الصدد و تم خنقه بطريقة أو بأخرى هو النقاش الذي انطلق مع 20 فبراير مع الشباب الذين خرجوا في احتجاج ضد الفساد وتضاعيفه المتعددة وهذا النقاش الذي خلقته هذه الحركة ، ليست أهميته فقط في موضوعاته ولكن تتمثل هذه الأهمية أيضا في طردهم اﻷساتذة والآباء وأعطت التجربة الدليل على إمكانية خروج جيل مثل الجيل 20 فبراير من دون أساتذة ومن دون تأطير أو قيادة حزبية أو شيخ ! وهذه مسألة يؤكد إغلان في غاية الأهمية، لأن المجال اليوم مفتوح للعالم الإفتراضي الأزرق الفيسبوكي وهو مجال هذا الجيل، والذي وإن كان يتم النقاش فيه وحوله بكثير من الجرأة فهذا العالم الإفتراضي يحتاج إلى تفاعل أكثر مع الواقع الذي نعيشه و بالدقة المطلوبة.
من جهة أخرى يضيف إغلان أن ما أثارني في السنوات الأخيرة وفي حكومة بنكيران وهي مسألة سأكتب عنها هو أن بنكيران أضحى سخرية بامتياز ليس هو كموضوع السخرية بل هو كذات تسخر من نفسها وقد تأتى لي لأول مرة أن فتحت هذه السنة موقع "اليوتوب" لأسمع بعض ما يقوله هذا الرجل وذكرني، بشخوص سياسية كانت في المغرب أمثال ارسلان الجديدي والمحجويي أحرضان ، وللأسف يختم قيلسوفنا متسائلا كيف يقبل المغاربة من بنكيران وهو رجل ساخر و يسخر على نفسه وشعبوي حتى النخاع وغير مسؤول أن يحكم أو أن يدبر الشأن العمومي في المغرب ؟إن هذا لأمر محزن يجعلنا نبحث حول ماذا فتحه لنا هذا الرجل في ولاينه سوى باب اليأس المدمر !!