يروج عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية، لفوزه بالانتخابات التشريعية، المزمع تنظيمها يوم السابع من أكتوبر المقبل، ولا يقتصر الأمر على التكهن بالفوز بل يحدد رقما يتراوح ما بين 125 و130 مقعدا، وشرع في الترويج لذلك من خلال أذرعه الإعلامية، بينما وضع الحزب الذي يليه في مرتبة تقل عنه بكثير، ويحاول تبرير ذلك من خلال نتائج الانتخابات الجماعية.
ما يقوله بنكيران مجرد فرضيات لا يمكن التحقق منها علميا، لأن الانتخابات الجماعية تختلف في تفاصيلها عن الانتخابات التشريعية، ولكل واحدة مقوماتها وعناصرها، ولا يتوفر بنكيران ولا غيره على دراسات علمية تجيب عن سؤال لماذا يصوت الناس وعلى من يصوتون ولأي غرض؟ وهل التصويت للانتخابات الجماعية، التي تعني القرب من المواطن، هو نفسه التصويت للمرشح للتشريعيات؟
ما يعول عليه بنكيران مجرد فرضيات يقوم بتحويلها بفعل "كثرة الكلام" إلى معطيات، لا تتوفر لديه، ليبني عليها أحكاما، وهذه الأحكام تم الترويج لها كثيرا في الإعلام الذي يقدم خدمات جمة للحزب الإسلامي داخل المغرب وخارجه، حيث لا يمكن أن تفوتنا الفرصة لنشير إلى أن موقع قناة الجزيرة نشر مقالا في الآونة الأخيرة يقول فيه إن حزب العدالة والتنمية سيفوز بالانتخابات التشريعية بفارق مقاعد كبيرة.
إذا كان بنكيران ومن يروج له يبنون فوزه في الانتخابات على فرضيات كثيرة، فإن هناك فرضيات أخرى تقول إن بنكيران لن يفوز بالانتخابات، وهي أيضا مجرد فرضيات وليست معطيات علمية دقيقة، ومنها أن بنكيران لم يف بوعوده الانتخابية السابقة، وان ترتيبه المهم في الجماعيات مرتبط ببعض المصالح التي قدمها مستشاروه لبعض الفئات ومنها رشاوى باسم دعم الجمعيات وغيرها، لكن شعبية بنكيران في تضاؤل كبير.
ومن الفرضيات أيضا التي توحي بهزيمة بنكيران، أن مجموعة من الإجراءات التي اتخذها أضرت بالقدرات الشرائية للمواطنين، حيث قام بتنكيران بإلغاء صندوق المقاصة، الذي كان داعما للمواد الأساسية وقامك برفع الدعم عن المواد الرئيسية في الكوزينة المغربية ورفع الأسعار، وقام برفع سن التقاعد ورفع الاقتطاعات وتخفيض المعاشات.
كل هذه فرضيات كبيرة على أن بنكيران لن يفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة. لكنها مجرد فرضيات وليست معطيات علمية، وبالتالي قد يفوز. كما قد تكون فرضياته خاطئة ويفوز غيره.
فلماذا إذن يصر بنكيران على الترويج لفوزه قبل الآوان؟ هل هناك غرض من وراء ذلك؟ وما هي أهدافه؟
قال بنكيران في وقت سابق إنه إذا لم يفز بالانتخابات فإن الشعب سيخرج للشارع في تهديد واضح للدولة وتحريض لوزارة الداخلية على تزوير الانتخابات، لنه سيخلق الفوضى في حال عدم عودته للحكومة وهو تهديد خطير يريد إشعال الحرائق في البلاد.
الترويج للفوز المسبق حتى إذا فشل قلب سافلها على عاليها ودمر كل شيء.