مرة أخرى يخصنا شيخ التكفيريين محمد الفيزازي بتدوينة، يعقب فيها على ردنا في "أنفاس بريس"، على تدوينة سابقة.
في تلك التدوينة اعتبرنا من أشد الحاقدين على الاسلام والمسلمين، فكان بذلك يحن الى مشيخة التكفير. واستعمل الفيزازي معنا لغة القذارة، وهو يصف موقعنا بـ"أنفاس منتنة"،وسياسته كما سماها بـ"الخانزة"، والحال أن خط تحرير موقع "أنفاس بريس"، مرتبط في المجال الديني، بأفق التمكين لمرجعية إمارة المؤمنين الناظمة للإسلام المغربي، وبكل مقتضيات هذا التمكين، وهذا ما يزعج الأصوليين المتطرفين أمثال الفيزازي.كما طالبنا بالابتعاد عن طريقه،ليبقى كشخصية عمومية فوق المواكبة النقدية للإعلام،حتى لا ينفضح ما تبقى له من أجندات التسول السياسي والديني.
ما كان لنا أن نغض الطرف عن هذا المسلك لرجل قيل لنا كمغاربة، انه انجز مراجة/تسوية،كانت أساس العفو عنه، ليستهدفنا بعد ذلك كقوى ديمقراطية، وكإسلام مغربي، علما ان اديولوجيته التكفيرية هي التي تشكل خارطة الطريق لداعش اليوم.
ما اثار حقد هذا الرجل /الفيزازي علينا ،فاستعجل لغة التكفير ومعجم القذارة في حقنا، هو وقوفنا على طعنه للأمن الوطني وهو يدعم وبلغة زائدة عن اللزوم، مزاعم أحمد الريسوني بخصوص ما ادعاه بالتربص في فضيحة "مولانا "عمر بنحماد و"أمنا" فاطمة النجار قياديي حركة التوحيد والإصلاح.
لقد انفضح أمر الفيزازي ،فهو انقلابي على كل شيء،حتى على الذين متعوه بفندق "خمسة نجوم". واذا لم يكن الأمركذلك، فما هي طبيعة التسوية التي أنجزها والتي يستبيح بموجبها ذمة المخالفين له في الصف الوطني الديمقراطي؟
أن الفيزازي بهذا المسلك المتطرف، يمثل إحراجا كبيرا لمنبر الجمعة ،ولمقام الإمامة في حضرة العترة الشريفة. كما يمثل إحراجا لمسألة العفو على التكفيريين الذين بمجرد العفو عنهم، إما يلتحقون بجنتهم الموعودة في الشام، وإما يبقون في إثارة الفتن هنا،خدمة للمخطط الوهابي والاخواني للانقلاب على المجتمع والدولة.
فماذا تقول تدوينته الجديدة،على درب الفتنة الدينية؟ لنقرأ إذن هذا التدليس:" "أنفاس بريس منبر للتكفير.. يبدو أنه كذلك على قاعدة: رمتني بدائها وانسلت.
مساكين.... فاتكم الركب. لم يعد لكم في التحريض بشنشنة التكفير معضا ولا مستمسكا. أما المخابرات المغربية التي جاء ذكرها في طي هرائكم غمزا ولمزا وهمزا فهي أشرف من أنفاسكم وأعظم قدرا من جمعكم... "
هكذا يلاحظ القارئ أن الفيزازي الذي سبق أن اعتبر أنه تجمع في موقعنا من الحقد على الإسلام والمسلمين، ما تفرق في غيره،يلتحف الآن لغة المظلومية ويتهم "أنفاس بريس" بأنها "منبر للتكفير".
وهو في هذا الاتهام ينتعل نعل أحمد الريسوني ،الذي كتب مكفرا تحت عنوان:"القباج وسعار التكفيريين الجدد"، منتقدي ترشيح حزب العدالة والتنمية،لشيخ الكراهية حماد القباج في استحقاقات 7 أكتوبر المقبل.
كما يلاحظ القارىء أنه عاد لبيت طاعة من يسميهم ب"المخابرات المغربية"،بعد أن سجلنا انقلابه عليهم في نازلة شيخ وشيخة حركة التوحيد والإصلاح .
لكنه في هذه العودة جعل هذه "المخابرات"،في مقابلنا كخصم وهو يخاطبنا:" فهي أشرف من أنفاسكم وأعظم قدرنا من جمعكم..ولولا هذه المخابرات لما سطرتم سطرا واحدا في موقعكم الذليل،لما توفره لكم ولهذا الشعب من أمن وأمان .تأكلون الغلة وتلعنون الملة".
هكذا اتخذ من سبنا يدا للتزلف لما يسميه ب"المخابرات المغربية"، وكأنه أجنبي في هذا البلد الأمين.
أكيد أننا ننعم كوطن بالأمن والأمان بفضل يقظة الأجهزة الأمنية بكل تلاوينها(من جيش وشرطة ومخابرات ودرك وقوات مساعدة وإدارة ترابية).ولولاها لكانت حتى أعناقنا على ألواح المشانق، معلقة على يد أمثال من ترحم على قاتل فرج فودة والسادات. لكن إلى جانب هذه النعمة نتطلع بإصرار الى أن يتحرر ضمير المغاربة من وصاية الحسبة العامة لشيوخ التكفير، أمثال الفيزازي.
ويبقى تزلف الفيزازي لما يسميه ب"المخابرات المغربية"، على أرضية سبه لـ "أنفاس بريس"، يغري بنقاش طبيعة التسوية المفترضة التي أنجزها الفيزازي، ليعيث في الأرض فسادا.
لقد سقط القناع عن القناع!
سياسة