بعد قرار حكومة بنكيران بالمصادقة على معاشات الوزراء بمبلغ 3900,00 درهم، والبرلمانيين بقيمة 8000,00 درهم والجنود 1500,00 درهم ، أدلى رئيس الحكومة بالتصريح التالي لقناة " اللامبة الساطعة"، جاء فيه لم يفهم الكثيرون المعنى العميق والمغزى الحقيقي من وراء هذه المبادرة العالية بفضله تعالى، وبقي الجميع، مع الأسف الشديد، منحصرا في الأرقام، والأرقام غالبا ما تكون مضللة، نجانا الله ونجاكم من كل ضلال مبين، علما أني أنا بنكيران والعياذ لله من قول أنا، أنحاز بقراري هذا بوضوح تام إلى العساكر، فمنحت الوزراء والبرلمانيين ثلاثة أصفار على اليسار، واكتفيت بمنح صفرين فقط للجنود، دائما على اليسار، إذ اليسار لم يعد حكرا على أحد من الفرقاء السياسيين، وليسأل آخر زعماء الحزب الشيوعي لدينا والمشارك في حكومتي، انطلاقا من مفاهيم الديالكتيك الطبقي كما تركه لنا أسلافنا من الصحابة والمشايخ الصادقين.
وكم كان بودنا، والله شاهد على ما نقول، أن لا نسيء لجنودنا الأبرار المغاوير، بأي صفر، لا على اليمين ولا على اليسار، ولكنها مشيئة الله عز جلاله ... ثم إن القرار بإشراك الجنود ضمن لائحة معاشات الوزراء والبرلمانيين لهو تشريف للجنود حماة الديار والحدود، كان من الممكن إدراج فئة أخرى، لكن انحيازي كرئيس للحكومة كان حاسما في هذا السياق.
إن الجندي إنسان شريف وقنوع ولا يجب على الحكومة أن تعمل على إشغاله ب "وسخ الدنيا" ومن يدري، فالمبلغ البسيط الذي ناله في هذا القرار يستطيع به الجندي إتيان المعجزات ويحقق به ما تعجز الملايين عن تحقيقه، فالجندي والحمد لله طعامه قليل لكنه مفيد صحيا، مليء بالسعرات الحرارية، والجندي لا يسكر والحمد لله حتى لا يدوخ، والجندي لا يقامر أيضا حتى لا يصبح فقيرا، ولا يبدد أمواله في المضاربات العقارية التي ابتلي به الآخرون من الوزراء والبرلمانيون وغيرهم، وإذا تمادينا في التحليل فقد نضطر للقول إن الجندي يظل مستريحا نائما في غياب الحرب، ونحن الوزراء والبرلمانيون في حرب دائمة من صبح لمساء...وختاما إذا ما كنا أخطأنا وأسأنا، فإننا نرفع أيديا لله سبحانه ليعفو عنا ويغفر لنا ويسدد خطانا إنا لقادمون لولاية ثانية رغم كيد الكائدين ..... آمين.
سياسة