لم أفهم ولم أستوعب إقدام بعض الأحزاب السياسية على التفاوض مع بعض شيوخ السلفية المتطرفين في أفق ترشيحهم كوكلاء لوائح خلال استحقاقات السابع من أكتوبر 2016 ، هل هذا التكتيك الانتخابي يراد منه تطبيق خطة / نتائج مراكز الدراسات الأمريكية التي تتحدث عن ضرورة ترويض الإسلاميين على الحكم وتسليمهم مفاتيح تدبير الشأن الوطني من داخل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية؟ أم أن مهندسي الانتخابات المغربية يريدون تحويل الوطن لمختبر تجريبي لصحة نوايا المتأسلمين والمتشددين والمتطرفين المتعطشين لسفك الدماء وإبادة اليهود ومعادات السامية وإعدام الحداثيين والعلمانيين ؟؟ ألم يكن من الأليق تقديمهم أمام جهاز كشف الكذب للتأكد من صحة نواياهم ومراجعاتهم الفكرية ؟؟؟
لم أصدق إقدام السي عبد الإله بن كيران وصقور العدالة والتنمية على تقديم دائرة كيليز على طبق من ذهب إلى أخطر متطرف ومتزمت، ومنحه تأشيرة المرور للتحكم في مدينة مراكش السياحية ، بوابة جلب الاستثمار، وبوابة الحضارة والتاريخ و التسامح الفكري، والتعايش الثقافي والفني، مدينة الانفتاح على كل دول العالم .
لذلك سأطرح السؤال الحارق على صقور حزب " اللامباويين " ما هي القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها متطرف ومتزمت مثل أبو عبد الله القباج حماد للتشريع المغربي بقبة البرلمان سوى اقتراحات متزمتة ومتخلفة تحلم بدولة الخلافة والترويج لأسطوانة الحلال والحرام وعداء أهل الكتاب ؟؟
هل تريدون استقبال رؤساء الدول على ظهور النوق والجمال وتقديم بولها وحليبها لهم في أواني طينية تفوح منها رائحة التخلف ؟؟ هل تريدون العودة إلى استعمال الحمام الزاجل لتبليغ رسائلكم لأهل الكوفة ويثرب والشام بدل استخدام "الواتساب" ومواقع التواصل الاجتماعي التي عرت عورتكم أمام العالم ؟؟ هل تريدون تحويل مطار مراكش إلى متاريس وخنادق حربية لجلد ورجم و إبعاد كل نساء العالم "المتبرجات والعاهرات الكافرات "، وفتح محاضر محاكم التفتيش ضد كل قادم من وراء البحر إلى عاصمة السياحة، وتجنيد فيالق طالبان المغراوي إن تمكن حماد القباج وغيره من شيوخ التطرف " لا قدر الله " من الظفر بكرسي وزارة السياحة ضمن الفريق الحكومي المتجانس الذي سيبحث عنه مسيلمة الكذاب وصحبه بين الأسماء المرشحة في لوائح الاستوزار.؟؟
