الثلاثاء 23 إبريل 2024
اقتصاد

خالد الكيراوي: المعرض الدولي للفلاحة مازال محكوما بهاجس الأرقام من العارضين والضيوف

خالد الكيراوي: المعرض الدولي للفلاحة مازال محكوما بهاجس الأرقام من العارضين والضيوف خالد الكيراوي
قال المندوب العام للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، جواد الشامي، أن الدورة الـ 13 من الملتقى، المنظمة من 24 إلى 29 أبريل 2018، بمدينة مكناس، يتوقع أن تستقبل ما لا يقل عن 850 ألف زائر ومشاركة 400 جمعية وتعاونية و1400عارض من 70 دولة.
وتزامنا مع فعاليات المعرض؛ يطرح السؤال حول دور المجتمع المدني، ومساهماته في تطوير القطاع الفلاحي؟ وما هو تصوره في تأطير الفلاحين ومحاربة الفقر والهشاشة في العالم القروي لفائدة الفلاح الصغير على الخصوص؟
في هذا الإطار اتصلت "أنفاس بريس" بخالد الكيراوي، رئيس الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية الدارالبيضاء سطات، وأجرت معه الحوار التالي:
+ ما هي القيمة المضافة التي في نظرك يمكن لجمعيات المجتمع المدني كجمعيتكم أن يساهم بها في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في نسخته الجديدة؟
++ بخصوص الدورة 13المعرض الدولي للفلاحة بمكناس والقيمة المضافة لجمعيات المجتمع المدني، يمكن القول أن المشاركة في هذه التظاهرة ما زالت غير مؤطرة بأهداف إستراتيجية محددة في غياب دراسة وقع وأثر النسخ السابقة على مستقبل التنظيمات المهنية الفلاحية خاصة الصغيرة والمتوسطة منها. للأسف المعرض مازال محكوما بهاجس الأرقام وعدد الزوار والعارضين والضيوف الخ، بدلا من المشاريع والبرامج التنموية وطبيعة الأبحاث العلمية الكفيلة بالنهوض بالوضع الفلاحي الوطني خاصة التضامني منه. الواقع ما زال عنيدا باستمرار معاناة الفلاحين الصغار مع الديون البنكية والأحكام القضائية ومع استمرار الصعوبة في الولوج إلى الدعم العمومي مقارنة مع الفلاح الكبير الذي تيسر له كل السبل في هذا المجال. مازالت كلفة الإنتاج مرتفعة وهامش الربح منعدم لدى الفلاح الصغير وهو ما يترتب عنه كل مظاهر الهشاشة والخصاص في البادية المغربية، علما ان هذه الفئة الفلاحية الصغيرة تشكل نسبة 80 في المائة من النسيج الفلاحي المغربي.
+ ما هي اقتراحات الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بخصوص التنمية المستدامة ومحاربة الفقر والهشاشة بالعالم القروي؟
++ تأسست الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء سطات على مبادئ النهوض الفلاحة التضامنية ومساعدة الفلاح الصغير على تحسين أوضاعه المعيشية من الفلاحة، عبر تنظيمه في إطار تكتلات مهنية متينة وقادرة على جعله يتحكم في مصيره الفلاحي بنفسه، ويرفع من مستوى إنتاجه الفلاحي عبر التكتل والتضامن المهني، وبالتالي فالجمعية تفسح عبر فروعها المحلية والإقليمية وهياكلها الموازية المجال أمام الفلاح الصغير إلى تحسين ولوجه إلى التقنيات الحديثة والى الدعم العمومي في إطار مخطط المغرب الأخضر الذي تشكل الفلاحة التضامنية دعامته الثانية لكنها تعيش اكراهات ميدانية كبيرة بفعل هشاشة التنظيمات المهنية المرتبطة والفلاح الصغير. وهدفنا يكمن في توحيد عمل هذه الفئة وجعله يستفيد من التغيرات التي يعيشها العالم الفلاحي الدولي.
لهذه الغايات تأسست الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية بجهة الدار البيضاء سطات التي تعتبر اول تكثل مهني فلاحي تأسس مباشرة بعد إقرار النظام الجهوي الجديد بالمغرب.
+ لوحظ بأن الجمعية تركز في جانبها التنظيمي على خلق فروع بمختلف المناطق بجهة الدار البيضاء سطات، وذلك باستقطاب فلاحين شباب، كيف تراهنون على هذه الفئة من أجل التعبئة لتطوير المجال الفلاحي والحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية، وخاصة على مستوى التكوين؟
++ بالفعل، قوة أي تنظيم أو تكتل كيف ما كان نوعه تكمن في طبيعة وضعه التنظيمي، وهو ما جعلنا نأخذ وقتا طويلا في الإعداد والنقاش قبل التأسيس، حتى استقر القرار على خلق كيان جمعوي يستمد شرعيته من القواعد الفلاحية بالدواوير والمداشر، عبر تأسيس فروع محلية قريبة من هموم خصوصيات الفلاحين الصغار.
إلى حدود الآن والجمعية لم يتجاوز عمرها السنة والنصف تمكنا من تأسيس36 فرعا محليا بالإقاليم الثمانية المشكلة لجهة الدار البيضاء سطات، ومعها فرعين اقليميين ومقبلين على تأسيس حوالي 10 فروع محلية و4 فروع إقليمية إضافية قبل نهاية هذه السنة.
أكيد أن رهاننا على الشباب هو خيار استراتيجي لخلق جيل فلاحي جديد يأخذ المشعل عن الجيل السابق ويستجيب للنظم الحديثة في المجال وينخرط في مسلسل التكوين الفلاحي بدون معيقات ذاتية. هدفنا هو تمكين الشباب من أبناء الفلاحين الصغار من الآليات الضرورية لتطوير الفلاحة التضامنية وخلق فرص النجاح في تحويل الضيعة إلى مقاولة فلاحية والانخراط المثمر في العمل التعاوني لتثمين المنتوج وجعله أكثر تنافسية في السوق الوطني والإفريقي والدولي.
+ من بين مهام الجمعية تكثيف وتنويع الشراكات، فما هو برنامجكم في هذا الإطار؟
++ نعم الشراكة الفاعلة هي مصدر أساسي لإنجاز مشروع الجمعية، وفي هذا السياق نختار شراكاتنا بشكل دقيق، خوفا من السقوط في الشراكات الورقية التي لا تغني ولاتسمن الفلاح الصغير من جوع وتبقى مادة للاستهلاك الإعلامي والترويج الدعائي فقط، ولهذا وقعنا شراكات تعاون مع بعض المؤسسات وفق برنامج عمل محدد في الأهداف والمشاريع، وقابل للتقييم عبر مؤشرات قياس مدروسة. وتهم هذه الشراكات مجالات التكوين والتحسيس والمشاريع الفلاحية، وكلها انطلقت في الفروع المحلية ايمانا من الجمعية بأن عمل القرب هو السبيل الوحيد لاسترجاع ثقة الفلاح الصغير في القطاع الفلاحي ومؤسساته الرسمية والمدنية، مما سيعيد للبادية المغربية دورها الريادي في النموذج التنموي المغربي المنشود.