بعد أن ظل يردد سمفونيته المشروخة حول الريع السياسي و الفساد و الدولة العميقة و محاربته لمظاهرها من داخل الحزب الأم، لم نجد في الواقع ما يفنذ خرجات البرلماني المثير للجدل عبد للعزيز افتاتي، و لا هو استدعى بنكيران للمثول امامه في قضية دعم المطبعة الخاصة به، و لا هو دافع عن الديمقراطية الداخلية التي ظل يتشدق بها، و لا حاصر منطق الريع السياسي الذي بدأ يدب في جسم العدالة و التنمية.
افتاتي لم يغادر البرلمان هكذا حبا في التداول و اعطاء الفرص للآخرين بل غادره بعدما ضمن مقعدا لزوجته ميمونة افتاتي باللائحة الوطنية التي تكون ابنة العم في نفس الوقت، ليحول بذلك الحزب الى حزب العائلات النافذة و الماسكة بيدها مفاتيح اللعبة من داخل الحزب.
فهل يملك افتاتي الجرأة بعد اليوم للحديث عن التوريث و عن الريع السياسي و عن النفوذ و الجاه الذي لا يكون ماديا في اغلب الاحوال بل يكون معنويا كأن تضمن موقعا مريحا لزوحتك كما فعل حامي الدين و غيره. ؟؟؟
بات الكل يجمع على أن تردي وتدهور العمل السياسي في المغرب قد وصل إلى مداه الشيء الذي بات ينذر بموت السياسة و بنهاية الأحزاب السياسية بعدما تحولت معظمها إلى أحزاب تتسابق على المناصب والكراسي ليس إلا !!!!!