تناقلت الصحف الوطنية أصداء الإجتماع الوزاري الأخير الذي ترأسه العاهل المغربي ، والذي تسربت عنه أخبار ،لا أدري الجهة التي سربتها للصحافة ،لاسيما أن الإجتماع كان غير عاد ،التصريحات التي وردت بعد ذلك من وزير السياحة ،تبين بالفعل أن الملك كان جد غاضب من تأخر المشاريع السياحية في الشمال ،وليس في الشمال فقط بل تعالوا إلى مصطاف السعيدية للتعرف على الفنادق المصنفة المغلقة والمشاريع السياحية الأخرى المتوقفة ،ينضاف إليها مجموعة من شركات العقار التي عجزت عن الإلتزام بتعهداتها مع الزبناء الذين أدوا ماعليهم من التزامات ،لكنها أخلت بتعهداتها وتوقف كل شيئ وأصبحت العديد من شركات العقار أمام محاكم المملكة في قضايا عديدة ،فشل وزير السياحة جعل من العاهل المغربي يسائله في المجلس الوزاري الأخير ،وفي نفس الوقت يحاسب رئيس الحكومة ،الذي وعده بتدارك الأمر ،ولم يبقى في عمر الحكومة ،سوى بضعة أيام..
لم يفشل وزير السياحة في إنجاز المشاريع التي سطرها ياسر الزناكي فقط بل فشل من قبله زميله في الحزب وزير الشباب السابق ووزير الشباب الحالي وما نتائج الوفد المغربي في الألعاب الأولمبية بالبرازيل إلادليل قاطع ،على فشل حكومة بن كيران ،وإذا نظرنا إلى بقية الأربعين وزيرا فغالبيتهم تَرَكُوا بصماتهم السيئة في البلاد ،سواءا من خلال المنجزات الكارثية التي خلفوها ،الطرق المعبدة التي جرفتها السيول وعرَّت العديد منها في جهات مختلفة ،الحوادث المرتفعة بسبب غياب الصيانة ،مسلسل الغلاء في جميع المواد الغذائية ،الأخطاء المتكررة في السياسة الخارجية ،ومسلسل الفضائح ،العديد من الأرواح التي زهقت بسبب انهيار عمارات ،انسداد الأفق لدى خريجي الجامعات والمعاهد العليا ،إلغاء عدة اتفاقيات تتعلق بحقوق مغاربة العالم ،مسلسل الكوارث في مستشفيات الدولة ،وولادة العديد في قارعة الطريق أو في أبواب المستشفيات ، فضيحة النفايات ،التي اتخذت في شأنها قرارات من الجهات العليا ، استغلال وزير في آخر أيامه سلطته لتعيين ماأراد في العديد من الجهات والأقاليم ،تعيين وزراء أبناءهم وبناتهم في الوظيفة العمومية في الوقت الذي يعاني العديد من أبناء الشعب من البطالة استمرار مسلسل الإبتزاز والرشوة دون رادع ،غياب الأمن ،وارتفاع مسلسل الجرائم والاتجارفي المخدرات ،،مجالس منتخبة غير مسؤولة واستمرار نهب ثروات المغرب من خلال فئة قليلة ،الإجهاز على الغطاء الغابوي المحيط بالمدن وبروز بارونات العقار الذين أتوا على الأخضر واليابس ،حكومة تستغل الدين وتضرب المسلسل الديمقراطي في الصميم،تلكم هي حصيلة حكومة جمعت بين الإسلامي والعلماني والليبرالي ،والأخطر أن الإستعدادات للإنتخابات القريبة فجرت فضائح تسيئ للديمقراطية ،ويتعلق الأمر بتنصيب الأحزاب السياسية لمناضليهم في العديد من الإدارات في مناصب عليا لخدمة أجندتهم ،ويأتي على رأسها حزب العدالة والتنمية وهم بذلك يتجدرون في الإدارات والجهات لتجنيد المناضلين وخدمة أحزابهم في المستقبل..
مسلسل الفساد ازداد وأي مستقبل سيكون للمغرب في ظل الأوضاع الحالية والصعوبات الإقتصادية الكبرى التي تمر بها البلاد أي أفق ستعيشه البلاد في ضَل مايجري من فساد سياسي وإداري..
اللهم ألطف بعبادك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت ،وابعد عنا السوء وأعد الرشد لمن يقود سفينة هذه الحكومة.
كتاب الرأي